176

Fuusooyinka Xigmadda

فصوص الحكم

Noocyada

من (1) الخبيث فلا إدراك له . فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الطيب من كل شيء وما ثم إلا هو . وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء ، لا (2) يعرف الخبيث ، أم لا ؟ قلنا هذا لا يكون : فانا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره ويحب وليس الخبيث إلا ما يكره ولا(3) الطيب إلا ما يحب . والعالم على صورة الحق ، والإنسان على الصورتين (106 -ب) فلا يكون ثم مزاج لا يدرك الا الأمر الواحد من كل شيء ، بل ثم مزاج يدرك الطيب من الخبيث ، مع علمه بأنه خبيث. بالذوق طيب بغير (4) الذوق ، فيشغله إدراك الطيب منه عن الإحساس بخبثه (5) . هذا قد يكون. وأما رفع الخبث(6) من العالم - أي من الكون - فإنه لا يصح . ورحمة الله في الخبيث والطيب . والخبيث عند نفسه طيب والطيب عنده خبيث . فما ثم شيء طيب الا وهو من وجه في حق مزاج ما خبيث : وكذلك بالعكس. وأما الثالث الذي به كملت الفردية فالصلاة. فقال " وجعلت قرة عيني في الصلاة " لأنها مشاهدة : وذلك لأنها مناجاة بين الله وبين عبده كما قال : " فاذكروني أذكركم " . وهي عبادة مقسومة بين الله وبين عبده بنصفين : فنصفها لله ونصفها للعبد كما ورد في الخبر الصحيح عن الله تعالى أنه قال وقسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين(7) : فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد بسم الله الرحمن الرحيم : يقول الله ذكرني عبدي . يقول العبد الحمد لله رب العالمين : يقول الله حمدني عبدي . يقول العبد الرحمن الرحيم : يقول الله أثنى علي عبدي . يقول العبد مالك يوم الدين : يقول الله مجدني عبدي : فوض إلي عبدي . فهذا النصف كله له تعالى خالص . ثم يقول العبد إياك نعبد وإياك

Bogga 222