121

Fuusooyinka Xigmadda

فصوص الحكم

Noocyada

18 - فص حكمة نفسية في كلمة يونسية

اعلم أن هذه النشأة الانسانية بكمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته ، فلا يتولى حل نظامها إلا من خلقها ، إما بيده - وليس إلا ذلك(1) أو بأمره. ومن تولاها بغير أمر الله (74 -1) فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فيها وسعى في خراب من أمره الله بعمارته. وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله. أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا فكلما فرغ منه تهدم ، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء ، فقال داود يا رب ألم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي ؟ قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه . فالغرض من هذه الحكاية مراعاة هذه النشأة الانسانية ، وأن إقامتها أولى من هدمها . ألا ترى عدو الدين قد فرض الله في حقهم الجزية والصلح إبقاء عليهم ، وقال " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على (2) الله " ؟ ألا ترى من (3) وجب عليه القصاص كيف شرع لولي الدم أخذ الفدية أو العفو، فإن أبى حينئذ يقتل ؟ ألا تراه سبحانه(4) اذا كان أولياء الدم جماعة فرضي واحد بالدية أو عفا ، وباقي الأولياء لا يريدون إلا القتل كيف يراعى من عفا (74-ب) ويرجح على من لم يعف فلا يقتل

Bogga 167