120

Fuusooyinka Xigmadda

فصوص الحكم

Noocyada

الحمد أو الذم على حسب ما يكون . ولما كان الأمر في نفسه على ما قررناه ، لذلك كان مآل الخلق إلى السعادة على اختلاف أنواعها . فعبر عن هذا المقام بأن الرحمة وسعت كل شيء ، وأنها سبقت الغضب الإلهي. والسابق متقدم ، فإذا لحقه هذا الذي حكم عليه المتأخر حكم عليه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم يكن غيرها(1) سبق . فهذا معنى (73- ب) سبقت رحمته غضبه ، لتحكم على ما وصل اليها فانها في الغاية وقفت والكل سالك إلى الغاية. فلا بد من الوصول إليها ، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب ، فيكون الحكم لها في كل واصل إليها بحسب ما تعطيه حال الواصل إليها

فمن كان ذا فهم يشاهد ما قلنا

وإن لم يكن فهم فيأخذه عنا

فا ثم إلا ما ذكرناه فاعتمد

عليه وكن بالحال فيه كما كنا

فمنه إلينا ما تلونا عليكم

ومنا إليكم ما وهبناكم منا وأما تليين الحديد فقلوب قاسية يلينها الزجر والوعيد تليين النار الحديد. وإنما الصعب قلوب أشد قساوة من الحجارة ، فإن الحجارة تكسرها وتكلسها النار ولا تلينها . وما ألان(2) له الحديد إلا لعمل الدروع الواقية تنبيها من الله : أي لا يتقى الشيء إلا بنفسه ؛ لأن الدرع يتقى بها السنان والسيف والسكين والنصل ، فاتقيت الحديد بالحديد . فجاء الشرع المحمدي بأعوذ بك منك افافهم ، فهذا روح تليين الحديد فهو المنتقم الرحيم والله الموفق.

Bogga 166