قويرح أعوامٍ كأن لسانه ... إذا صاح حلو زل عن ظهر منسج
ويروى " حنو " وهو من عيدان القتب. الإبعاط: الإبعاد في الأمور. ومنه قول رؤبة: فقلت أقوال امرئ لم يبعط أعرض عن الناس ولا تسخط والذبح: نبات تأكله النعام. والمرد والكباث جميعًا: ثمر الأراك مالم ينضج، فإذا نضج فهو البرير.
رجع: كيف تخاف الغارة يا رب الإبل وربك لها كالى، عن علمه للأرض والسماء مالى، كأن حليبها اللجين وما تلقيه في التراب الآلى؛ تطيرت لها بساق الحمام ودفعت فصيلها برجل الغراب وأتقيت القدر بعيون الأفاعي والقدر بك جالى. ما دامت لك في الغانية مآرب، فكأن ريقها راح الشارب، ونشرها مسك جلبته الجوالب. فإذا قضيت الوطر فإنك ذاهب، لا تعلم كيف العواقب، أتظن والظن كاذب، ان الله يغفل فلا يحاسب، بغير ذلك شهدت الكواكب. يا نفس لا يلفتنك عن التقوى لأفت، إن الزمن لك عافت، تكفتك غدًا الكوافت، والتراب لأعظمك رافت، بذلك قضى عليك أحكم الحاكمين. إذا كان الواجد ليس بمناجدٍ، فأثر القطا الهاجد، وكن المرء الهاجد، والله أمجد الماجدين. يمصح في الأرض ويسوخ، من أيقن أن عمله منسوخ، والله المحيط بعمل العاملين. أنا إلى الخير مهابذ، ولأمر الآخرة نابذ، ويجذبني للموت جابذ، فأستغفر الله من أفعال المتهكمين، حق لحالف اليمين، ألا ينكث ويمين. غفرانك اللهم! كم حنثت وحملت على الإحناث. غاية.
تفسير: ساق الحمام: ذكره، ويقال إن العرب تتطير به. ورجل الغراب: ضرب من صر الناقة يقال قد صر ناقته رجل الغراب. وعيون الأفاعي يشبه بها قتير الدرع. وجالي: من قولك جلا الرجل بصاحبه الأرض إذا ضربها به. اللأفت: العاطف. والعافت: الكاسر. ونكفتك: تضمك، وتسمى المقبرة الكفات. والرافت: الحاطم. مصح في الأرض إذا ذهب فيها. وساخ في الأرض إذا رسخ فيها. والمهابذ: المبادر. والمتهكم: الذي يركب أمرًا من قول أو فعل بغير علمٍ.
رجع: الكامر بعمله يبوء، وشر ما حمله الإنسان الحوب. ولكل شئ غير الله حدوث، علام تقف وعلام تعوج؟ بمنازل مشت فيها الروح، كأنها من السند شروخ. مالك وللهنود، قلبك بهواها محنوذ، فأنت إلى الصوار تصور، أخفى لبك ذلك البروز، إن الحبلات والسلوس، غادرتك مثل المسلوس، وهي منك إبل حوِ، فأتت النحوص الحوص، أفي عينك فلفل مرضوض، والسم هذه السموط، والدنيا بين العالم حظوظ، ولربك سبحت النسوع، آه من ماء لا يسوغ، ونفسٍ لا تسمح به الأنوف، وأنا ملقى أفوق، ذلك مسلك مسلوك، تعبس عنده الهلوك، لا تدرك ربنا الذموم، وبأمره تصرف المنون، سعد من بغير ذكره لا يفوه، والهناء لعبدته يكون، ولنجىٍ بالطاعة ينتجون، فاسقنا رب من وابل رحمتك والدثاث. غاية.
تفسير: يبوء: من باء بكذا وكذا إذا رجع به. والروح هاهنا: النعام، وهي توصف بالروح وهو تباعد ما بين الرجلين. وشروخ: شباب.
ومحنوذ: مشوى. والصوار: القطيع من البقر. وتصور: تميل. والحبلات: جمع حبلةٍ وهي صياغة على مقدار ثمر الطلح. والسلوس: جمع سلسٍ وهو ضرب من الحلى؛ ومنه قول طفيل:
كان الرعاث والسلوس تصلصلت ... على خششاوئ جابة القرن مغزل
الخششاوان: عظمان خلف الأذنين. جابة القرن: حديدته بغير همزٍ، والجأبة مهموزةً: الغليظة. والمسلوس: الذاهب العقل. والحوش: الوحشية، وبعض العرب تقول إنها إبل الجن. والنحوص: القليلة الولد من حمر الوحش. والحوص: جمع أحوص وهو الضيق العين، وأريد به هاهنا: الصقور، من قولهم: حص عين صقرك أي خطها. والهلوك: الضحاكة. والدثاث: جمع دثٍ وهو مطر ضعيف.
1 / 62