فى الزلازل: ١ — أما ثاليس ودمقرطس فانهما يريان وينسبان علة الزلازل إلى الماء. ٢ — وأما الرواقيون فانهم يرون أن الزلزلة تكون إذا استحالت الرطوبة التى فى الأرض إلى الهواء وطلبت الخروج. ٣ — وأما أنقسمانس فيرى أن علة الزلازل هى سير الأرض وتخلخلها، وأحد هذين المعنيين يتولد عن التيبس، والمعنى الآخر يتولد عن الأمطار. ٤ — وأما أنقساغورس فانه يرى أن الزلازل تكون إذا غار الهواء ولم يقدر 〈أن〉 ينفذ من بسيط الأرض لكثافته وتلبده، فيتراجع ويتلاقى، فيحدث عن ذلك فيه مثل الرعد. ٥ — وأما أرسطوطاليس فيرى أن ذلك لشمول البرودة على الأرض من كل الجهات من فوق ومن أسفل، وعند ذلك يبادر الحار إلى فوق الأرض إذا كان خفيفا؛ ولذلك إذا تكاثف البخار اليابس تلجلج وتنجى فتحدث عنه الزلزلة فى الأرض. ٦ — وأما مطرودرس فانه كان يقول: كيف يمكن أن يتحرك جسم فى مكانه إن لم يدفعه دافع ويجذبه جاذب؟! ولذلك يرى أن الأرض لما كان ليس لها فى طبيعتها أن تتحرك لكن تثبت فى مكانها، فانها لا تتحرك لكن مواضع منها توهم ذلك. ٧ — وأما برمانيدس ودمقرطس فانهما يريان أن الأرض لما كان بعدها من الجهات كلها مستويا، ولم تكن لها علة تدعوها إلى أن تميل إلى جهة من الجهات، لذلك صارت تتموج فقط، ولا تتحرك. ٨ — وأما أنقسمانس فانه يرى فى الأرض أنها من قبل عرضها تسبح فى الهواء. ٩ — ومنهم من قال إن الأرض تتحرك على الماء كما يتحرك على الألواح والخشب فى الأنهار. ١٠ — وأما أفلاطن فيرى أن كل حركة لها ستة أبعاد: فوق، وتحت، ويمين، وشمال، وقدام، وخلف. وغير ممكن أن تتحرك الأرض فى بعد من هذه الأبعاد إذ كان وضعها يوجب أن ليس لها أن تميل وتخص بالميل جهة من الجهات، إلا أن مواضع منها تتحرك بسبب التخلخل. ١١ — وأما أبيقرس فيرى أنه قد يمكن أن يصفقها هواء غليظ وما لا تحت الهواء. فبذلك الصفق والصدم يمكن أن تتحرك. وقد يمكن أن تتحرك بما فى أجزائها السفلية من الطبيعة السياسية فيكون ذلك بالهواء المسحبش فيها، ولاسيما فى المواضع المقعرة التى تقوم مقام الكهوف والمغاور.
Bogga 152