86

فن السيرة

فن السيرة

Daabacaha

دار الثقافة

Lambarka Daabacaadda

٢

Noocyada

وبين الصدق التاريخي. وليس من ريب في إن " سارة " أو " عودة الروح " أو " عصفور من المشرق " أو " إبراهيم الكاتب " تتضمن نواة من حياة أصحابها وبعض الأحداث التي وقعت لهم، ومعالم من شخصياتهم وذواتهم، لأن هؤلاء كتاب ذاتيون في هذه الكتب على وجه الخصوص، فمحسن في عودة الروح يمثل كثيرًا من توفيق الحكيم، ولكنه ليس توفيق الحكيم، لأنك تستطيع أن تقف عند كل نظر في القصة وتتساءل: أحدث هذا حقًا على هذه الصورة التي يصفها الكاتب؟ أجرى هذا الحوار تمامًا كما جرى في الواقع؟ أحقًا أن الكاتب يستعيد مشاعره كما أحسها في تلك السن؟ وإذا كنت تقطع جازمًا بان " محسن " هو الحكيم في هذه القصة فما صلة لحكيم بشخصية مصطفى؟ إنه يتحدث عن مشاعره وحركاته كما لو كان يتحدث عن نفسه، ولا يستطيع شخص ثان أن يرى ما كان يتحدث لمصطفى، إلا إن كان ظلًا له. فإذا استباح الحكيم أن يقص قصته الذاتية على حالها فهل كان دقيقًا في استقصاء الواقع حين اخذ يتحدث عن مصطفى كأنه هو؟ أليس هذا الجزء من القصة يدل على أن الحكيم تخيل ما شاء له التخيل، لا في مواقف مصطفى فحسب بل في سائر قصته؟ ها هو ذا يقول واصفًا مصطفى، وهو ينتظر ظهور سنية: " فتململ في مكانه وأخرج منديل الصدر الجميل الذي بلون بذلته، فمسح به جبينه، ثم شمر عن معصمه الأيسر، ونظر في ساعة اليد الذهبية، وقد خيل

1 / 88