ومن ذلك قوله عز وجل في كتابه يأمر [621] نبيه صلى الله عليه ومن معه من المسلمين زمان الهدنة حين أمر الله سبحانه نبيه أن ينبذ عهد قريش والمشركين إليهم، فاستثنى عز وجل فقال: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق}[النساء:90]، فنزلت هذه الآية في هلال بن عويمر، كان بينه وبين النبي صلى الله عليه عهد ولم يكن هلال نقض ما بينه وبين النبي صلى الله عليه، فكان مشركوا قريش يخرجون من مكة فيأتون هلالا وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه يريدون قتل من يأتي هلالا وينزل عليه من المشركين ويأبى ذلك عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويمنعهم منه وذلك بما أمره الله سبحانه به في قوله: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق}، فلما أكمل الله نعمته وأسبغ فضله على المسلمين وأعز نبيه وأكثر أعوانه نسخت هذه الآية، ونسخ كل عهد كان بينه وبين المشركين، فقال سبحانه: {اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم}[التوبة:5]، فأمر سبحانه بقتل المشركين حيث وجدوهم وأينما ظفروا بهم.
Bogga 131