Aqoonta Suugaanta iyo Nolosha
في الأدب والحياة
Noocyada
كان اسمها «أورور دوبن»، وأبوها ضابط من النبلاء المغامرين، مات على إثر كبوة من جواده، عندما كانت «أورور» في ميعة صباها. أما أمها فكانت راقصة، أو في الحقيقة، كما قالت «صند»: شيء أقل من راقصة في ملهى من أسوأ ملاهي باريس سمعة.
ونشأت «أورور» بضيعة «دوبن» في قصر «نووان» بكفالة جدتها، وكانت امرأة حازمة صارمة. وتعلمت في باريس بعناية الراهبات الإنجليزيات، وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها تزوجت من «كزيمير دافيدان»، وهو فتى مستقيم مرح، ولكنه معدوم الخيال، فيقضي بياض النهار في الصيد، وسواد الليل في سبات عميق، يسمع له من خلاله شخير ونخير. وإلى هنا كانت «أورور» سوية الطبع، ولكن رأسها كان مملوءا بالصور التخيلية، أو بالأحرى بالآراء الانطلاقية.
وقع عليها «كزيمير» ذات مرة ملقية برأسها على كتف شاب وسيم، فكان تعليقه على ذلك صورة من سباته الشخيري: «لا ينبغي لأحد أن يعرف شيئا؛ إن ذلك من شئوننا الخاصة وحدنا.»
يقول «موروا»: «ليس الخنا من الأشياء التي لا تغتفر بتاتا في الزواج، وإنما هو الجفاء والنبذ.»
فلما أن أحس «كزيمير» بالجفوة، تهالك في الشرب، وكان قد علق بإحدى الخادمات، ووقعت عليه «أورور» في مستراب، بعد أن وضعت طفلها الثاني بساعات. وبعد ذلك بقليل التقت «أورور» بكاتب محام اسمه «جول ساندو»، كان الطراز الأول من قافلة كبيرة من العشاق، وذهبت تعيش معه في باريس، وخرجت من زمالتهما في التأليف والكتابة باسم «جورج صند». ومن علاقتها الغرامية نشأ ما سمي في أدب ذلك العصر بالخصيات الصندية أو الظواهر الصندية: السيجار الكبير، والأحذية المهدبة، ثم تلك العادة العضال التي تنطوي على تناقض عجيب، عادة البحث عن الحب العنيف، في أحضان رجال هم من الخور ومن الخنوثة بحيث يعجزون عن تلبية ندائه.
مسكين «جول الصغير»! لم يكن فيه قوة التوليد، لم يكن يستطيع أن يكب على الكتابة أربع عشرة ساعة، ثم يمتطي جوادا يعدو به عدوا إلى حيث ينتظره حبيب. وسرعان ما أسقطته «صند» من حسابها، وتحولت عنه إلى الروائي «بروسبير مريمييه». كان «مريمييه» على ما يقول «موروا» من ذلك الصنف الذي ينتقي منه الشيطان أبطاله العشاق. وكان يتكلم عن الحب بخشونة طالب في كلية للطب يتكلم في طبه. واعتقدت «صند» أن استكلابيته قد تشفي عندها بعض ما فيها من النزعات الغيلانية، غير أن هذا الدون جوان، قد عجز عن أن يبلغ من ذلك شيئا.
سقط جول، فعقبت عليه بألفرد دي موسيه.
كانت تجلس من فوق حشية عند قدميه، تلفظ الدخان من غليون صنع من خشب الكرز الثمين، فلا يلبث أن يتمتم أن ملهمته ضعيفة هشة الكيان. لقد كانت كذلك، فإن «صند» لم تلبث أن تركت «دي موسيه» نصف ميت بفندق في مدينة البندقية، فارة مع طبيب إيطالي.
كتبت إلى ذلك الطبيب ذات مرة تقول: «فيك، فيك يا بيترو سيتحقق جميع أحلامي.»
إن أحلامها لم تتحقق في «بيترو».
Bog aan la aqoon