Aqoonta Suugaanta iyo Nolosha
في الأدب والحياة
Noocyada
كثيرا ما رنت في جنباته الفساح موسيقى شوبان وليست، كما مثل فيه فلوبير ودوماس الصغير تمثيليات قصارا، وضع شوبان موسيقاها، وراحوا يمرحون في أبهائه وممراته، وصور دولاكروا في مدرس كان بحديقته، ونزل به ضيوف من نوابغ العصر، مثل بلزاك وتيوفيل جوتييه والفرد ده فيني، وتناظروا وتحادثوا في بعض جوانبه وغرفه الفساح.
وفي أواسط القرن التاسع عشر، ترددت في جنباته همسات العشاق الآبقين من قيود العصر، فتيان وفتيات من أعرق أسر فرنسا، اختلوا بين جدران قصر «نووان». فلو أن جدران هذا القصر كان في مستطاعها أن تتكلم، إذن لوجب أن تصحح أنساب كثير من الأسر، وتبوب تبويبا جديدا.
كانت «جورج صند» سيدة ذلك القصر، ومضيفة هؤلاء وأمهم الروحية ظاهرة من ظاهرات ذلك العصر.
كانت جميلة فاتنة؛ فاتنة بنوع ما. كانت تمشي في ردهات القصر وممراته كأنها فتى أمرد جميل الصورة. ولم تكن عبقريتها الفتية هي وحدها التي اجتذبت جميع أولاء إلى قصر «نووان» وجعلته قبلة العباقرة ذوي الشهرة وبعد الصيت، فقد استطاعت فوق ذلك أن تفتن فئة كبيرة من الجمهور الفرنسي بمؤلفاتها التي جمعت فيما بعد في ستة وتسعين مجلدا. أما شخصيتها، والدنيا العريضة التي استطاعت أن تشيدها من حولها، فكانت من الفتنة والتعقد بحيث احتاج شرح حياتها في ذلك القصر إلى عشرين دليلا من كتب الإرشاد، لا تفسر غامض الأمر، بل تزيده غموضا.
عن هذه المرأة العجيبة كتب «أندريه موروا» كتابا أصبح من عيون الأدب الفرنسي ساعة ولد، وكفى تعريفا بهذا الكتاب أن يقول فيه أثبات النقاد إنه أعظم كتب «موروا» على إطلاق القول.
اختار «موروا» اسم «ليليا» عنوانا لكتابه عن جورج صند، رجوعا إلى عنوان سيرة شخصية كتبتها «صند» في سنة 1833، ولما تبلغ التاسعة بعد العشرين. فقد كانت إذ ذاك مؤلفة معروفة، وأما لطفلين، وإنسانا طليقا من قيود العرف، تلبس سروالا وتدخن السيجار، وكانت فوق ذلك امرأة مشبوبة العاطفة، تلبي نداء الجنس، وتطلبه، ملحة فيه إلحاح الرفيق الذي تألفه. قالت في كتابها ذاك:
عندما أقترب منه، أشعر بنهم هذياني عجيب لا يكفيه العناق. إن الرغبة في مثل حالي، ليست سوى حرارة الروح تشل قوى الحواس. هي غيبوبة بهيمية مستوحشة تتملك عقلي، وتتجمع هنالك ... (أي في عشيقها).
إن هذا اللين المخيف، بل ذلك الغلاف الرخامي على حد قولها، قد أثر في حياة الكثير من الناس، حتى ليعتبر عاملا من عوامل التاريخ الفرنسي، إن كان صغيرا، فهو مع ذلك جوهري أساسي. لهذا يقول أعداء «صند» والناقمون عليها إنها في عراكها الذي بذلته تشبع هذه النزعة أو تكبحها، قد افترست الرجال، كأنما هي غول لا تشبع نهمته.
يقولون إنها فرضت على عشاقها ما فيها من نارية الطبع، انتقاما من الجنس الآخر، فلا تترك محبا وقع في حبائلها، حتى ترده إلى حال ميئوس منها كحالها تماما.
أما «موروا» فليس من مذهب القائلين بالغيلانية في طبيعة جورج صند، بل يذهب إلى أنها امرأة خلقت متعطشة للحب، وأنها جديرة بالحب، ولكنها غير حائزة لصفة الخضوع، تلك الصفة التي لا يكون حب بغيرها. •••
Bog aan la aqoon