Fi Adab Masar Fatimi
في أدب مصر الفاطمية
Noocyada
قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك ، وهذا قول نوح - عليه السلام - الذي ذكر الله في كتابه عنه، وكل هذا دليل على أن الأئمة والرسل لا يعلمون إلا ما أعلمهم الله بوحيه وتأييده ونوره وتثبته عن الله جل ذكره.»
5
فهذا دليل آخر نقدمه في دفع تهمة ادعاء الفاطميين للغيب.
وقال القاضي النعمان في كتابه الهمة: «فإنا لا نقول ما قاله الغلاة الضالون المبطلون، الصادون عن أولياء الله، الدافعون إمامتهم، الزاعمون أنهم يعلمون غيب الله، وما تخفى صدور عباده، تعالى الله الذي تفرد بعلم ذلك دون خلقه، ولم يطلع على ما شاء منه إلا من ارتضى من رسله، وإنما أراد هؤلاء الفسقة بما نسبوه إلى الأئمة - صلوات الله عليهم من ذلك - دفع إمامتهم؛ لأنهم لما زعموا أن الأئمة يعلمون الغيب، والناس يرونهم لا يعلمون من أمور الناس إلا ما ظهر منها لهم، لم يكونوا أئمة عند أولئك الفسقة، ولا عند من قبل منهم؛ إذ لم تكن تلك الصفة التي وصفوهم بها منهم.»
6
ولعل سبب هذا الادعاء هو تطرف بعض الدعاة في إسباغ جميع الفضائل على الأئمة، حتى جعلوا أئمتهم يعلمون الغيب، وكان اختلاف الناس في هذا الأمر مصدر جدل بين المصريين، وصور لنا الأمير تميم في إحدى قصائده ذلك كله، بقوله يخاطب أخاه الإمام العزيز بالله:
ولما اختلفنا في النجوم وعلمها
وفي أنها بالنفع والضر قد تجري
فمن مؤمن منا بها ومكذب
ومن مكثر فيها الجدال ولا يدري
Bog aan la aqoon