156

Fi Adab Masar Fatimi

في أدب مصر الفاطمية

Noocyada

37

وينسب طائفة البهرة إلى الآمر بأحكام الله رسالة تعرف «بالهداية الآمرية في إبطال الدعوة النزارية»، وقد نشر هذه الرسالة صديقنا الأستاذ آصف فيظي، وذكر في مقدمته لهذه الرسالة أنها ليست للآمر في الحقيقة، وربما كانت لأحد كتابه، فإن هذه الرسالة من السجلات التي يكتبها رجال ديوان الإنشاد، وربما كان الآمر هو الذي أوصى بها.

38

وهكذا كان بعض الأئمة الفاطميين ينشد الشعر، فلا غرو أن رأيناهم يقربون الشعراء ويجزلون لهم العطاء، ويلتف الشعراء حولهم ويتنافسون بين أيدي أمرائهم في الإنشاد، مما دعا إلى كثرة الشعر وازدهاره.

وكما كان الأئمة في عهد سلطانهم وقوتهم - أي في القسم الأول من العصر الفاطمي - ينشدون الشعر ويقربون الشعراء، كان بعض الوزراء في عهد غلبة الوزراء في مصر ينشد الشعر ويثيب عليه، ولا سيما أن الوزراء أصبحوا كل شيء في الدولة؛ فأصبحوا مقصد الشعراء ووجهتهم، حتى إن الشعراء عندما كانوا يريدون مدح الخليفة الفاطمي كانوا يذكرون بجانبه الوزير، ويطنبون في مدح الوزير أكثر مما يقولون في مدح الإمام. ويروي المقريزي أن جميع الشعراء لم يكن لهم في الأيام الأفضلية، ولا فيما قبلها على الشعر جار، وإنما كان لهم إذا اتفق طرب السلطان واستحسانه لشعر من أنشد منهم ما يسهله الله على حكم الجائزة، فرأى القائد أن يكون ذلك من بين يديه من الظروف.

39

إذ كان الأفضل يجلس بدار الملك التي أنشأها في مجلس العطايا، وقد أمر بتفصيل ثمانية ظروف ديباج أطلس، من كل لون اثنين، وجعل في سبعة منها خمسة وثلاثين ألف دينار في كل ظرف خمسة آلاف، فمن هذه الظروف كان يغدق عطاياه على الشعراء الذين كانوا يقصدونه، ولعل أكثر الوزراء في العصر الفاطمي إنشادا للشعر وتحببا إلى الشعراء هو الوزير الملك الصالح طلائع بن رزيك، فقد جمع شعره في مجلدين كبيرين، وجمع شعر الشعراء فيه فكان شيئا كثيرا، ولكن هذه الأشعار كلها فقدت، ولم يبق منها إلا شذرات، وكذلك كان الوزير الناصر العادل رزيك بن الصالح الذي وصفه عمارة اليمني بقوله: وأما فهمه فكان يعرف جيد الشعر ويستحسنه ويثبت عليه.

40

فسوق الشعر قد ازدهرت في عهد الوزراء كما كان مزدهرا في عهد الأئمة على ما سنوضحه فيما بعد.

ضياع الشعر الفاطمي

Bog aan la aqoon