Faylasuufka Iyo Fanka Muusikada
الفيلسوف وفن الموسيقى
Noocyada
وكان لوثر يرى أن القديس أوغسطين كان يحس بتأنيب الضمير كلما اكتشف أنه قد وجد في الموسيقى لذة وسعادة؛ إذ كان يعتقد أن في مثل هذه المتعة خطيئة وإثما. لقد كان تقيا بمعنى الكلمة، ولكنه لو كان يعيش اليوم لاتفق معنا على أن ...
3
وكان لوثر يعزف على العود والناي ويستمتع بغناء الأناشيد الجريجورية والقداسات «والموتيت» والأغاني الموزعة توزيعا كنترابنطيا. وكان يعجب بفن البوليفونية أيما إعجاب، وفيه يقول: ما أعجب وما أروع أن يغنى صوت نعمة بسيطة لا تعقيد فيها أو نغمة التينور كما يسميها الموسيقيون! وفي نفس الوقت تغنى ثلاثة أصوات أو أربعة أو خمسة أخرى؛ بحيث إن هذه الأصوات تدور حول النغمة الأولى، وتلهو حولها في طرب ومرح وتزينها وتجملها بفن متنوع وبصوت رنان، وتجمعها الأنشودة السماوية في لقاء وعناق جميل؛ بحيث إن من لديه أبسط قدر من الفهم لا بد أن يتأثر ويعجب أيما إعجاب، ويدرك أنه لا شيء أنفس في العالم من أغنية يزينها مثل هذا العدد من الأصوات. أما من لا يستمتع بهذه الأصوات، ولا يتحرك قلبه لهذه الروعة فلا بد أن يكون فظا غليظ القلب، غير جدير بمثل هذه الموسيقى الخلابة، وخير لشخص كهذا أن يستمع إلى نهيق الحمير في الكورال (الجريجوري)، أو إلى نباح الكلاب والخنازير، لا إلى مثل هذه الموسيقى.
4
وكان لوثر، كأسلافه الكاثوليكيين، لا يعترض على تحويل الأغاني الدنيوية إلى أغان دينية تلائم الحاجات البروتستانتية. كما أنه عدل شعائر الصلاة الكاثوليكية، وأدخل تراتيل دينية بسيطة باللغات القومية ينشدها جمهرة المصلين، حتى يتيح لكل فرد منهم فرصة الاشتراك إيجابيا في هذه الشعائر. وهكذا كتب إلى جيورج شبالاتين
George Spalatin
في عام 1524م يقول: لقد استقر عزمنا على أن نحذو حذو الأنبياء وآباء الكنيسة، ونؤلف أغاني ألمانية للشعب الألماني، حتى تتردد كلمة الرب في غناء الشعب، ونحن بسبيل البحث عن شعراء وموسيقيين من كل مكان لتحقيق هذا الغرض، وإني لأسألك أن تتعاون معنا في هذا الموضوع، وتحاول ترجمة بعض المزامير وإعدادها للغناء، وستجد مع خطابي هذا نسخة من أنشودتي «في محنتي أستنجد بك
Aus tirfer Not Schrei ich zu dir ». ومع ذلك فإني أرجوك أن تتجنب الألفاظ الجديدة والمصطلحات المعقدة، حتى يفهما الناس بسهولة، فلتكن الألفاظ بسيطة بقدر الإمكان، ولتكن في الوقت ذاته نقية مناسبة، وعليك أن تراعي أن يكون المعنى واضحا وقريبا من المزامير بقدر الإمكان؛ ولذلك فإني أترك لك حرية التصرف في هذا الموضوع، وتحديد المعنى الأصلي ثم ترجمته بحرية.
5
وبعد عام من ذلك التاريخ، أضاف لوثر في كتابه «ضد الأنبياء السماويين» قوله: «على الرغم من استعدادي للسماح بترجمة النصوص اللاتينية للموسيقى الغنائية، وموسيقى المجموعة إلى اللغات القومية مع الاحتفاظ بالأنغام الأصلية والإطار الموسيقي، فإني أعتقد أن النتيجة لا تبدو مرضية أو ملائمة؛ فمن الواجب أن يكون النص، والعلامات والنبرات والنغمة، وكذلك التعبير الخارجي بأكمله، امتدادا أصيلا للنص الأصلي ولروحه، وإلا لكان كل شيء أشبه بالتقليد الأعمى.»
Bog aan la aqoon