Faylasuufka Iyo Fanka Muusikada
الفيلسوف وفن الموسيقى
Noocyada
a cappella »
22
في عصر النهضة.
وفي عام 1532م نشر أحد تلاميذ جوسكان، اسمه «أدريان بتي كوكليكوس
Adrian Petit Coclicus » (حوالي 1500-1563م) مؤلفا أطلق عليه اسم «الموسيقى بالأسلوب الجديد
Musica Reservata » ونسبه إلى أستاذه الفلمنكي المشهور. وأساس هذا الكتاب مذهب جمالي يؤكد «فكرة المشاعر» وزيادة الكلمة المكتوبة عمقا عن طريق الموسيقى. وترجع جذور «فكرة المشاعر» هذه إلى كتابات أفلاطون وأرسطو. كما بحثت في مؤلفات نكولاس دي كوزا في أوائل عصر النهضة. وقد ظلت هذه الفكرة متغلغلة في الدراسات الفلسفية للقرون التالية، وإن لم يظل لفظ «المشاعر
affections » يستخدم دائما بنفس المعنى الذي كان يستخدمه الفلاسفة القدماء في عصر النهضة.
وقد أصبحت روما مركزا للموسيقى الدينية في القرن السادس عشر، واجتذب مقر البابا أشهر المواهب الموسيقية في أوروبا، في نفس الوقت الذي كان يحارب فيه الوثنية الدنيوية للنزعة المتحررة في عصر النهضة وحركة الإصلاح الديني البروتستانتية. وقد تأثر الموسيقي الهولندي أورلاندو دي لاسو
Orlando di Lasso (حوالي 1532-1594م) وزميله الإيطالي العميق التدين بالسترينا
Oalestrina (حوالي 1525-1594م) بحركة مقاومة البروتستانتية، وكانت تلك فترة تطهير داخلي عام في الكنيسة الكاثوليكية، من الوجهتين الفلسفية والفنية. وكما أن مجمع لاودقيا قد قام، في السنوات الأولى للمسيحية، بدور عظيم الأهمية في تحديد طبيعة موسيقى الكنيسة البيزنطية، بتحريمه استخدام الآلات، واشتراك مهرة المصلين في غناء التراتيل، فكذلك تحكم مجمع «ترنتينو» (1545-1563م)، والمجلس البابوي الخاص (1564م) في المجرى المقبل لموسيقى الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر؛ فقد اعترض رجال الكنيسة على البوليفونية لتجاهلها للنص، وتأكيدها للجانب الدنيوي في الموسيقى، ورددوا ما قيل في مجمع لاودقيا، وأضافوا إليه أن الكنيسة تستخدم في الشعائر آلات تزيد عما ينبغي استخدامه، وكرروا شكوى رجال الكنيسة السابقين من أن المغنين لا يبدون الاحترام اللازم للكلمات، وإنما يضحون بالنطق الصحيح لها، حتى يمكنهم أن يستعرضوا قدراتهم الصوتية.
Bog aan la aqoon