Faylasuufka Iyo Fanka Muusikada
الفيلسوف وفن الموسيقى
Noocyada
agitato »، مع أنه وصفه أفلاطون في الكتاب الثالث من «الخطابة»
7
بقوله: «لتأخذ ذلك الانسجام الذي يصلح لمحاكاة أقوال ولهجة رجل شجاع مشتبك في حرب.» ولما كنت أدرك أن الأضداد هي أقدر الأشياء على تحريك نفوسنا، وأن هذا هو الهدف الذي ينبغي أن تتجه إليه كل موسيقى جديدة - كما أكد بويتيوس حين قال: «إن للموسيقى صلة وثيقة بنا، وهي إما أن تزيد شخصيتنا نبلا أو فسادا.» - فقد أخذت على عاتقي، بجهد وعناء غير قليل، أن أكشف هذا النوع من جديد.»
8
وقد توسع مونتيفردي في استخدام التآلفات (الهارمونيات) في التعبير عن النصوص الشعرية. وكان يعتقد أن على الهارمونيا أن تحاكي مفهوم النص، ولا سيما حين يكون الأمر متعلقا بانفعالات بشرية. وقد استخدم التآلفات والاصطحاب الهارموني، لا من حيث هما غاية في ذاتها، بل لتحقيق علاقة تعبيرية بين النغم والكلام. وعلى حين أن موسيقى جماعة الكاميراتا الفلورنسية كانت تخدم النص، فإن مونتيفردي قد استخدم الموسيقى لإظهار المعنى الكامن في النص على نحو أكمل، وكان يعتقد أن الموسيقى ينبغي أن تتشكل وفقا لمعنى الألفاظ. وكانت طريقة مونتيفردي في فهم وظيفة النص متمشية مع آراء جميع موسيقيي عصر الباروك؛ إذ إنه وضع مجموعة من التعبيرات الموسيقية لتصوير انفعالات وأفعال بشرية محددة.
ولقد أصبح «مذهب المشاعر
affections » السائد في القرن السادس عشر أوضح ظهورا في الأبحاث الخاصة بالفلسفة الجمالية الموسيقية في الفترة المتأخرة من عصر الباروك. وعلى حين أن الفلاسفة والباحثين النظريين بوجه عام قد اهتموا بالطبيعة العملية والوظيفة الأخلاقية للموسيقى، فإن الموسيقيين أكدوا أن العنصر الهام إنما هو صوت الموسيقى وطريقة استجابة السامع لها.
ولقد استخدم موسيقي عصر الباروك «مذهب المشاعر» في البداية لتأكيد دلالات النص الكلامي، وزيادة فعالية اللحن الموضوع. غير أن «مذهب المشاعر» ازداد بمضي الوقت ثباتا وتشابها، حتى أصبح الموسيقيون يستخدمون تعبيرات موسيقية موحدة لإثارة انفعالات معينة، وبعث صور متوهمة في النفوس. وقد أدت هذه الطريقة العقلية في خلق فئة من المؤثرات الموسيقية لوصف الحب والشفقة والكراهية، أو بعث حالة نفسية تتلاءم مع الأفعال المطلوب تصويرها، أدت هذه الطريقة إلى تشويه التوازن الذي وضعه اليونانيون بين النص واللحن. وكان تأكيد أعضاء جماعة الكاميراتا لوجوب إخضاع الموسيقى للألفاظ في الأوبرا مظهرا من مظاهر هذا الافتقار إلى التوازن بين النص واللحن. ولو كانت النظريات الجمالية لجماعة الكاميراتا قد طبقت إلى آخر مداها، لكان من الجائز أن تصبح الموسيقى الخالصة مجرد تابع للدراما. على أن مونتيفردي كان يدرك هذا الخطر بوضوح؛ لذلك أخذ على عاتقه مرة أخرى - بوصفه موسيقيا خلاقا - أن يدفع عن الموسيقى تلك الأضرار التي جلبتها على الموسيقى آراء فلاسفة جماعة «الكاميراتا» ومفكريها الجماليين.
القسم الثاني: الأسس الجمالية للأوبرا الإيطالية
أصبحت إيطاليا مركز العالم الموسيقي في عصر الباروك. ولقد كانت الأهداف البسيطة لجماعة الكاميراتا، وهي تطهير الموسيقى الغربية من البوليفونية المعقدة بالعودة إلى الأساليب الموسيقية للقدماء؛ كانت هذه الأهداف فاشلة وناجحة في آن واحد؛ ذلك لأن الموسيقي الإيطالي، من جهة، لم يشارك هذه الجماعة تحاملها على الشرور الجمالية للبوليفونية، وفضلا عن ذلك فقد وجد أن من العسير عليه تقييد نزوعه الخلاق في الموسيقى بحدود نص معين. ومن جهة أخرى فقد نجحت جماعة الكاميراتا في إدخال نوع موسيقي جديد، بدأ بوصفه مسرحية ريفية وضعت موسيقى بسيطة واحدية الصوت (مونوفونية
Bog aan la aqoon