علمك فأصلحه ثم ذكر إسحاق قول ابن عباس: «من قال في القرآن برأيه، فليتبوأ مقعده من النار» فقال ابن طاهر: يا إبراهيم إياك أن تنطق في القرآن بغير علم.
قال قائل: ما دلت الآية على واحد من الأقوال المذكورة بل هي نص في غسل النجاسة من الثوب، فنعوذ بالله من تحريف كتابه.
وورد عن إسحاق أن بعض المتكلمين قال له: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء.
فقال: آمنت برب يفعل ما يشاء.
قلت: هذه الصفات من الاستواء والإتيان والنزول، قد صحت بها النصوص ونقلها الخلف عن السلف، ولم يتعرضوا لها برد ولا تأويل بل أنكروا على من تأولها مع إصفاقهم على أنها لا تشبه نعوت المخلوقين، وأن الله ليس كمثله شيء، ولا تنبغي المناظرة ولا التنازع فيها فإن في ذلك محاولة للرد على الله ورسوله أو حوما على التكييف أو التعطيل.
قال أبو عبد الله الحاكم: إسحاق، وابن المبارك, ومحمد بن يحييى هؤلاء دفنوا كتبهم.
قلت: هذا فعله عدة من الأئمة وهو دال أنهم لا يرون نقل العلم وجادة فإن الخط قد يتصحف على الناقل، وقد يمكن أن يزاد في الخط حرف فيغير المعنى ونحو ذلك.
وأما اليوم فقد اتسع الخرق وقل تحصيل العلم من أفواه الرجال، بل ومن الكتب غير المغلوطة، وبعض النقلة للمسائل قد لا يحسن أن يتهجى (11/ 377).
قال المحقق وفقه الله:
Bogga 62