قال الرياشي: كتب طاغية الروم إلى المعتصم يتهدده، فأمر بجوابه، فلما عرض عليه رماه، وقال للكاتب: اكتب: أما بعد. فقد قرأت كتابك، وسمعت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع: «وسيعلم الكافر لمن عقبي الدار».
(قال المحقق وفقه الله): هي قراءة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو، وقرأ الباقون: «وسيعلم الكفار».
قلت: وامتحن الناس بخلق القرآن، وكتب بذلك إلى الأمصار وأخذ بذلك المؤذنون وفقهاء المكاتب، ودام ذلك حتى إزالة المتوكل بعد أربعة عشر عاما.
قال نفطويه: يقال للمعتصم: المثمن فإنه ثامن بني العباس، وتملك ثماني سنين وثمانية أشهر. وله فتوحات ثمانية: بابك، وعمورية, والزط، وبحر البصرة، وقلعة الأجراف، وعرب ديار ربيعة، والشاري، وفتح مصر. يعني قهر أهلها قبل خلافته، وقتل ثمانية: بابك والأفشين ومازيار وباطيس ورئيس الزنادقة، وعجيفا وقارون وأمير الرافضة.
قيل: لما تجهز لغزو عمورية، زعم المنجمون أنه طالع نحس ويكسر، فانتصر فقال أبو تمام تلك القصيدة.
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
والعلم في شهب الأرماح لامعة ... بين الخميسين لا في السبعة الشهب
عن أحمد بن أبي داود قال: كان المعتصم يخرج إلى ساعده ويقول: عضه بأكبر قوتك.
فأقول: ما تطيب نفسي.
فيقول: لا يضرني، فأروم ذلك، فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة فضلا عن الأسنان وقبض على جندي ظالم، فسمعت صوت عظامه ثم أرسله فسقط.
Bogga 36