76

Fathur Rahman

فتح الرحمن في تفسير القرآن

Baare

نور الدين طالب

Daabacaha

دار النوادر إصدَارات وزَارة الأوقاف والشُؤُون الإِسلامِيّة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Goobta Daabacaadda

إدَارَةُ الشُؤُونِ الإِسلَامِيّةِ

Noocyada

فَصْلٌ في ذِكْرِ جَمْعِ القُرآن وَكِتَابَتِهِ كانَ القرآنُ في مدَّةِ رسولِ الله ﷺ متفرِّقًا في صدورِ الرجال، وقد كتبَ الناسُ منهُ في صُحُفٍ، وفي جَريدٍ، وفي خَزَفٍ وغيرِ ذلكَ، فلما تُوُفِّيَ رسولُ الله ﷺ، وقامَ بالأمرِ بعدَه أَحَقُّ الناسِ بهِ أبو بكرٍ الصدِّيقُ ﵁، وقاتل الصحابةُ -رضوانُ الله عليهم- أهلَ الردَّةِ، وأصحابَ مسيلمةَ، وقُتِلَ من الصحابةِ نحوُ الخمسِ مئةٍ، أُشير على أبي بكرٍ بجمعِ (١) القرآنِ في مصحفٍ واحدٍ خشيةَ أن يذهبَ بذهابِ الصحابةِ، فتوقَّفَ في ذلك من حيثُ إنَّ النبيَّ ﷺ لم يأمرْ (٢) في ذلك بشيء، ثم اجتمعَ رأيُه ورأيُ الصحابةِ على ذلكَ، فأمرَ زيدَ بنْ ثابتٍ ﵁ بتتبُّعِ القرآنِ وجمعِه، فجمعَهُ في صحفٍ غيرَ مرتَّبِ (٣) السُّوَرِ بعدَ تعبٍ شديدٍ منه. وكانتِ الصحفُ عندَ أبي بكرٍ ﵁ حتى تُوفِّيَ، ثم عندَ عمرَ ﵁ بعدَه، ثم عندَ حفصةَ ﵂ في خلافةِ عثمانَ ﵁، وانتشرت في خلالِ ذلك صحفٌ في الآفاق كُتبتْ عن

(١) في "ن": "جمع". (٢) في "ن": "يأمره". (٣) في "ن": "مرتبة".

1 / 12