فَتْحُ الرَّحْمَن في تَفْسِيرِ القُرآنِ
تَأليف
الإِمَامِ القَاضِي مُجِير الدِّينِ بْنِ مُحمَّد العُليِميِّ المَقدِسِيِّ الحَنبليِّ
المولود سنة (٨٦٠ هـ) - والمتوفى سنة (٩٢٧ هـ) رَحِمَهُ الله تعَالى
المُجَلَّد الأَوَّلُ
اعتَنَى بِهِ
تَحقِيقًا وضَبْطًا وتَخْريجًا
نُورُ الدِّين طَالب
إصدَارات
وزَارة الأوقاف والشُؤُون الإِسلامِيّة
إدَارَةُ الشُؤُونِ الإِسلاَمِيّةِ
دولة قطر
المقدمة / 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة / 2
فَتْحُ الرَّحْمَن
المقدمة / 3
حُقُوق الطَّبع مَحفُوظَة
لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
إدارة الشؤون الإسلامية
دولة قطر
الطَبعَة الأولى، ١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
قامت بعمليات التنضيد الضوئي والإخراج والطباعة
دارُ النَّوادر لصاحبها ومديرها العام نور الدين طالب
سوريا - دمَشق - ص. ب: ٣٤٣٠٦
لبنان - بَيروت - ص. ب: ٥١٨/ ١٤
هَاتف: ٠٠٩٦٣١١٢٢٢٧٠٠١ - فاكس: ٠٠٩٦٣١١٢٢٢٧٠١١
www.daralnawader.com
المقدمة / 4
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مُقَدّمَة التَّحقِيق
الحمد لله الذي أنزل على نبيه ﷺ الكتاب، فقال: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: ٤١ - ٤٢]، فنقلهم من الكفر والعَمَى، إلى الضياء والهدى، وبيَّن فيه ما أحلَّ؛ مَنًّا بالتوسعة على خلقه، وما حرَّم، لِمَا هو أعلم به من حظِّهم في الكف عنه في الآخرة والأولى.
وابتلى طاعتهم بأن تعبَّدهم بقول وعمل، وإمساك عن محارم حَمَاهُمُوها، وأثابهم على طاعته من الخلود في جنته، والنجاة من نقمته، ما عَظُمت به نعمتُه، جلَّ ثناؤه.
وأعلمهم ما أوجب على أهل معصيته من خلاف ما أوجب لأهل طاعته.
ووعظهم بالأخبار عمَّن كان قبلهم، ممن كان أكثرَ منهم أموالًا وأولادًا، وأطولَ أعمارًا، وأحمدَ آثارًا، فاستمتعوا بخَلاقهم في حياة دنياهم، فأذاقهم عند نزول قضائه مناياهم دون آمالهم، ونزلت بهم عقوبته عند انقضاء آجالهم، ليعتبروا في أُنُف الأَوان، ويتفهَّموا بجَلِيَّة التبيان، ويتنبَّهوا قبل رَيْن الغفلة، ويعلموا قبل انقطاع المدة، حين لا يُعْتِبُ مذنبٌ،
المقدمة / 5
ولا تُؤخذ فدية، و﴿تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾ [آل عمران: ٣٠].
فكلُّ ما أنزل في كتابه -جل ثناؤه- رحمة وحجة، عَلِمَه مَنْ عَلِمَه، وجَهِلَه مَنْ جَهِلَه، لا يَعْلَم مَنْ جَهِلَه، ولا يَجْهَلُ مَنْ عَلِمَه.
والناس في العلم طبقات، موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به.
فَحُقَّ على طلبة العلم بلوغُ غايةِ جُهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله في استدراك علمه؛ نصًّا واستنباطًا، والرغبة إلى الله في العون عليه، فإنه لا يدرك خير إلا بعونه.
فإن من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصًّا واستدلالًا، ووفَّقه الله للقول والعمل بما علم منه، فاز بالفضيلة في دينه ودنياه، وانتفت عنه الرِّيَب، ونَوَّرت في قلبه الحكمةُ، واستوجب في الدين موضعَ الإمامة.
فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها.
قال الله ﵎: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [إبراهيم: ١].
وقال: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤)﴾ [النحل: ٤٤].
وقال: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩)﴾ [النحل: ٨٩].
وقال: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَان
المقدمة / 6
وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢)﴾ [الشورى: ٥٢] (١).
ولمَّا كانت مقاصدُ القرآن ومعانيه ذاتَ أفانينَ كثيرة، قصد كلُّ واحد من المفسرين بعضَ تلك الأفنان، فنحا بعضُهم إلى آيات الأحكام، وبعضُهم إلى قصص القرآن التي اشتملت على أخبار الأمم والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وبعضهم قصد نِكات علوم العربية من البلاغة والأدب وغيرهما.
وفي تضاعيف تفاسيرهم تجد ذكرَ مكيِّ القرآن ومدنيِّه، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، ومشكل القرآن ومتشابهه، وذكر مفرداته ومعانيها، وفقه الأئمة واختلافاتهم في تفسير الآيات، وذكر خلاف القراء أصحاب القراءات المشهورة، ودقائق اللغة والبلاغة، وذكر الآداب والقصص والأخبار، وغيرها.
والإمام مجير الدين العُلَيميُّ الحنبليُّ ﵀ في تفسيره هذا "فتح الرحمن" قد كان له حظ وافر في كل فن من تلك الأفنان المذكورة:
* فقد اعتنى فيه ﵀ بذكر القراءات، واختلاف القراء فيها، وتوجيهها، وذكر معانيها.
* وذكر فيه عقائدَ أهل السنَّة والجماعة على وجه مختصر مفيد.
* وسَرَد فيه فقهَ الأئمة الأربعة وفق متهج قويم، بعيدٍ عن التعصب والتقليد.
* واعتمد على الصحيح الراجح من أقوال المفسرين.
_________
(١) من أول النص اقتباس من كتاب "الرسالة" للإمام الشافعي (ص: ١٧ - ٢٠).
المقدمة / 7
إلى غير ذلك مما سيُذْكَرُ في منهج المؤلف ﵀.
وبالجملة: فتفسير الإمام العليمي تفسيرٌ جليل يشبه تفسيرَ القاضي البيضاويِّ، كما قال الغَزِّيُّ -رحم الله الجميع-.
ويصفه العلَّامةُ ابنُ بدرانَ الحنبليُّ بأنه "تفسير متوسط، يذكر القراءات، وإذا جاءت مسألة فرعية ذكر أقوال الأئمة الأربعة فيها، وفيه فوائد لطيفة".
فالله يجزي مؤلفه خير الجزاء، ويثيبه أعظمَ النَّوال والعطاء.
هذا، وقد تمَّ لنا بفضل الله تعالى وكرمه الوقوف على أربع نسخ خطية للكتاب، خرج بها النصُّ -بحمد الله- صحيحًا مستقيمًا.
ثم تم التقديم للكتاب بفصلين؛ اشتمل أولهما على ترجمة للإمام العُليمي ﵀، وكان الآخر لدراسة الكتاب.
ثم ذُيِّل الكتاب بفهارس علمية متنوعة.
"فنسألُ اللهَ المبتديءَ لنا بنعمه قبلَ استحقاقها، المديمَها علينا، مع تقصيرِنا في الإتيان على ما أَوجب به من شكره بها، الجاعِلَنا في خير أُمَّةٍ أُخرجت للنَّاس، أن يرزُقَنا فهمًا في كتابه، ثم سنَّة نبيه، وقولًا وعملًا، يؤدِّي به عنَّا حقَّه، ويُوجب لنا نافلةَ مزيدهِ" (١).
هذا وصلى الله على نبيِّنا محمد، وآله وصحبه، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.
وَكَتَبَ
نور الدين طالب
دومة الحنابلة/ ١٤٣٠ هـ
_________
(١) اقتباس من كلام الإمام الشافعي في كتابه "الرسالة" (ص: ١٩).
المقدمة / 8
الفصل الأول تَرْجَمةُ الإمَامِ العُليميّ
المقدمة / 9
المبحث الأَوَّل اسمهُ وَنَسبهُ وَوِلاَدتهُ، وَنَشأتهُ وَطَلبهُ لِلعِلْمِ
* اسمه ونسبه وولادته:
هو الإمام، المؤرخ، المفسر، الفقيه، القاضي، أبو اليمن، عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف العليمي (١)، العمري (٢)، مجير الدين، المقدسي، الحنبلي (٣).
ولد كما أخبر عن نفسه يوم الأحد، ثالث عشر ذي القعدة، سنة (٨٦٠ هـ) بالقدس الشريف (٤).
_________
(١) العُلَيمي: بضم العين المهملة، وفتح اللام، وسكون الياء، وكسر الميم. نسبة إلى الشيخ علي بن عُلَيل، المشهور عند الناس بعلي بن عليم، والصحيح أنه عليل باللام، كذا في نسبه الثابت. انظر: "الأنس الجليل" للمؤلف (٢/ ٢٦٦)، و"المنهج الأحمد" له أيضًا (٥/ ٢٦٩).
(٢) نسبة إلى عمر بن الخطاب ﵁. وقد ذكر المؤلف ﵀ سلسلة نسبة المتصلة بعمر ﵁ في كتابيه: "الأنس الجليل" (٢/ ٢٦٦)، و"المنهج الأحمد" في (٥/ ٢٦٩).
(٣) أول من اشتغل بالعلم على هذا مذهب الإمام أحمد ﵀ من أسرته هو والده الشيخ الإمام محمد بن عبد الرحمن، وكل أسلافه شافعية، لم يكن منهم من هو على مذهب الإمام أحمد سواه. انظر: "الأنس الجليل" (٢/ ٢٦٢)، و"المنهج الأحمد" (٥/ ٢٦٢).
(٤) انظر: "الأنس الجليل" للمؤلف (٢/ ١٨٩)، و"السحب الوابلة" لابن حميد (ص:٥١٧).
المقدمة / 11
* نشأته وطلبه للعلم:
نشأ ﵀ في حجر والده العلامة قاضي القضاة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن، وتفقه عليه، وأخذ عنه جملة من العلوم النافعة (١).
وبدت عليه ﵀ مخايل النجابة منذ الصغر؛ فقد حفظ: "ملحة الإعراب" للحريري، وعرضها على الشيخ محمد بن عبد الله القرمشندي، وله ست سنين (٢)، ثم حفظ القرآن وهو في العاشرة من عمره على الشيخ علاء الدين علي بن عبد الله الغزي، وكرر عليه ختم القرآن مرات كثيرة، وأحضره مجلس شيخه محمد بن موسي بن عمران في الحديث، واعتنى له بتحصيل الإجازة منه (٣).
ثم حفظ كلًّا من "المقنع"، و"الخرقي"، وعرضهما على علماء بلده؛ كالكمال بن أبي شريف، وأبي الأسباط أحمد بن عبد الرحمن الرملي، والنجم ابن جماعة، وغيرهم.
ودخل القاهرة سنة (٨٨٠ هـ) وأقام بها عشر سنين، وحل على شيخه القاضي بدر الدين السعدي، وتفقه به، وسمع الحديث على جماعة، منهم: الحافظ السخاوي، والقطب الخيضري، والجلال البكري، وغيرهم.
وولي قضاء القدس، وكان من أمثل القضاة فيها (٤)، والرملة، والخليل،
_________
(١) انظر: "السحب الوابلة" لابن حميد (ص: ٥١٧)، و"النعت الأكمل" للغزي (ص:٥٣).
(٢) انظر: "الأنس الجليل" (٢/ ١٨٩).
(٣) المرجع السابق، (٢/ ٢٣٧).
(٤) انظر: "السحب الوابلة" (ص: ٥١٦) نقلًا عن الحافظ السخاوي.
المقدمة / 12
ونابلس مدة إحدى وثلاثين سنة، لم يتخلل له منها عزل (١).
وقد حج سنة (٩٠٨ هـ)، وأقام بمكة نحو شهر، ملازمًا للتلاوة والعبادة، ثم انقطع بعد انفصاله عن القضاء بالمسجد الأقصى يدرس ويفتي ويؤلف (٢).
...
_________
(١) إلا قضاء نابلس، فإنه تركه باختياره بعد سنتين.
(٢) انظر: "السحب الوابلة" (ص: ٥١٧ - ٥١٨).
المقدمة / 13
المبحث الثَّاني شُيُوخهُ
١ - والده الخطيب، الفقيه، المحدث، قاضي القضاة، شمس الدين، محمد بن عبد الرحمن بن محمد العمري العليمي.
ولد بمدينة الرملة سنة (٨٠٧ هـ)، وولي قضاءها سنة (٨٣٨ هـ)، ولم يعلم أن حنبليًّا قبله وليها في هذه الأزمنة، ثم ولي قضاء القدس، والخليل، وصفد، وباشر نيابة الحكم بدمشق، وكان صحيح الاعتقاد، متبعًا للسنة، ينكر على المبتدعة وينافرهم، ويصرح في خطه -في كثير مما يكتبه- بالتبرؤ إلى الله تعالى ممن يعتقد خلاف مذهب أهل السنة والجماعة، ولا يرى الكلام في علم الكلام، ويرى التسليم أسلم.
توفي بالطاعون سنة (٨٧٣ هـ) بالرملة (١).
٢ - شيخ الإسلام، حافظ العصر، كمال الدين، أبو المعالي، محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي شريف المقدسي، الشافعي.
قال المؤلف ﵀: عرضت عليه في حياة الوالد ﵀ قطعة من كتاب "المقنع في الفقه" على مذهب الإمام أحمد -رضي الله
_________
(١) انظر: "الأنس الجليل" (٢/ ٢٦٢)، و"المنهج الأحمد" (٥/ ٢٦٢)، و"الدر المنضد" (٢/ ٦٦٤) ثلاثتها للمؤلف ﵀ ولم يُشِر فيها إلى أنه والده، وهو عجيب وقوعه عند المصنفين. وانظر: "السحب الوابلة" لابن حميد (ص: ٩٣٢).
المقدمة / 14
عنه، ثم عرضت عليه مرة ثانية ما حفظت بعد العرض الأول، وأجازني في شهور سنة (٨٧٣ هـ)، وحضرت بعض مجالسه من الدروس والإملاء بالمدرسة الصلاحية. وحضرت كثيرًا من مجالسه بالمسجد الأقصى الشريف، وحصلت الإجازة منه غير مرة؛ خاصة، وعامة.
وله تصانيف منها: "الإسعاد بشرح الإرشاد" في الفقه، و"الدرر اللوامع بتحرير جمع الجوامع" في الأصول، وكتب قطعه على "صحيح البخاري"، وغير ذلك.
توفي سنة (٩٠٠ هـ) (١).
٣ - الإمام، العالم، العلامة، شيخ الإسلام، بدر الدين، أبو المعالي، محمد بن محمد بن أبي بكر بن خالد السعدي المصري، الحنبلي.
قال المؤلف ﵀ شيخنا، وأستاذنا، وعالم عصرنا، سمع على الحافظ ابن حجر، وابن هشام، وعز الدين الكناني، وغيرهم.
قال المؤلف: ولقد أكرم مثواي عند تمثلي بين يديه، لمّا قدمت عليه إلى القاهرة سنة (٨٨٠ هـ)، وأقمت تحت نظره للاشتغال بالعلم الشريف، فأحسن إليَّ، وتفضَّل عليَّ، وأفادني العلم، وعاملني بالحلم، ومكثت بالديار المصرية نحو عشر سنين إلى أن سافرت منها في سنة (٨٨٩ هـ)، وأنا مشمول منه بالصِّلات، ومتصل من فضله بالحسنات.
توفي سنة (٩٠٢ هـ) (٢).
_________
(١) انظر: "الأنس الجليل" (٢/ ٣٧٧).
(٢) انظر: "المنهج الأحمد" (٥/ ٣١٥)، "الدر المنضد" (٢/ ٦٩٥)، و"الضوء اللامع" للسخاوي (٩/ ٥٨).
المقدمة / 15
٤ - علَّامة الزمان، عبد الله بن محمد بن إسماعيل، تقي الدين، أبو بكر القرمشندي الشافعي، سبط الحافظ أبي سعيد العلائي.
قال المؤلف ﵀: شيخنا، الإمام، العلامة، الحبر، الفهامة، أجازه جمع من العلماء والحفاظ، وأفتى ودرَّس، وناظر وحدَّث، وسمع عليه الرحالون، وساد بيت المقدس.
قال المؤلف: وقد عرضت عليه "ملحة الإعراب" سنة (٨٦٦ هـ) بمنزله، ولي دون ست سنين، وهو أول شيخ عرضت عليه، وتشرفت بالجلوس بين يديه، وأجازني بالملحة وبغيرها من كتب الحديث الشريف، وما يجوز روايته، وكتب والدي الإجازة بخطه، وكتب الشيخ خطه الكريم عليها.
توفي سنة (٨٦٧ هـ) (١).
٥ - الإمام، العالم، قاضي القضاة، علي بن إبراهيم البدرشي، نور الدين أبو الحسن المصري المالكي.
قال المؤلف ﵀: شيخنا، كان من أهل العلم، وقد قرأت عليه قطعة من آخر كتاب "الخرقي" قراءة بحث وفهم، ثم قرأت قطعة من أول "المقنع" قراءة بحث وفهم، فكان يقرر في العبارة تقريرًا حسنًا، لعل كثيرًا من أهل المذهب لا يقرره، وقرأت عليه في النحو، ولازمت مجالسته، وترددت إليه كثيرًا، وحصل لي منه غاية الخير والنفع.
توفي سنة (٨٧٨ هـ) (٢).
_________
(١) "الأنس الجليل" (٢/ ١٨٨).
(٢) "الأنس الجليل" (٢/ ٢٥٠).
المقدمة / 16
هذا وللمؤلف ﵀ عدد كبير من الشيوخ الذين أخذ عنهم، ذكر منهم جملة في كتابه "الأنس الجليل"، فممن ذكره:
٦ - أحمد بن عبد الرحمن الرملي، شهاب الدين، أبو الأسباط الشافعي، المتوفى سنة (٨٧٧ هـ) (١).
٧ - أحمد بن علي اللُّدِّي الشافعي، سبط العلامة جمال الدين بن جماعة الكناني، المتوفى سنة (٨٨٠ هـ) (٢).
٨ - أحمد بن عمر العميري، شهاب الدين، أبو العباس الشافعي، المتوفى سنة (٨٩٠ هـ) (٣).
٩ - إبراهيم بن عبد الرحمن، برهان الدين أبو إسحاق الأنصاري الخليلي الشافعي، المتوفى سنة (٨٩٣ هـ) (٤).
١٠ - علي بن عبد الله بن محمد، علاء الدين الغزى الحنفي، المعروف بابن قاموا، المتوفى سنة (٨٩٠ هـ) (٥).
١١ - محمد بن عبد الوهاب، شمس الدين، أبو مساعد الشافعي، المتوفى سنة (٨٧٣ هـ) (٦).
_________
(١) "الأنس الجليل" (٢/ ١٩٥).
(٢) "الأنس الجليل" (٢/ ١٩٦)، و"الضوء اللامع" للسخاوي (٢/ ١٩).
(٣) "الأنس الجليل" (٢/ ٢٠٣).
(٤) "الأنس الجليل" (٢/ ٢٠٦).
(٥) "الأنس الجليل" (٢/ ٢٣٧).
(٦) "الأنس الجليل" (٢/ ١٩١).
المقدمة / 17
١٢ - محمد بن موسي بن عمران الغزي، شمس الدين، أبو عبد الله المقدسي الحنفي، المتوفى سنة (٨٧٣ هـ) (١).
كما أخذ المؤلف ﵀ عن الحافظ السخاوي، وطلب منه الإجازة.
قال ابن حُميد -نقلًا عن السخاوي-: كتب إليَّ سنة (٨٩٦ هـ) يلتمس مني أن أُذيِّل له على "طبقات الحنابلة" لابن رجب، وأن أجيز له، ثم قال: وقد دخل القاهرة، وجلس بها شاهدًا (٢).
...
_________
(١) "الأنس الجليل" (٢/ ٢٢٩).
(٢) "السحب الوابلة" لابن حميد (ص: ٥١٦).
المقدمة / 18
المبحث الثَّالث تَلاَمِيذهُ
لم تذكر لنا المصادر التي ترجمت للإمام العليمي الآخذين عنه، والمتتلمذين على يديه، ما خلا ما ذكره جار الله بن فهد المكي الشافعي المسند المؤرخ، المتوفى سنة (٩٥٤ هـ)؛ حيث ذكر أنه أخذ عن العليمي بعض مؤلفاته، وأَجاز له روايتها (١).
وأفاد الدكتور عبد الرحمن العثيمين: أنه وقف على إجازة للإمام العليمي يجيز بها أحد تلامذته، وهو إبراهيم بن خليل القاقوني (٢) الحنبلي، بكتاب: "التسهيل" في الفقه الحنبلي (٣).
...
_________
(١) انظر: "السحب الوابلة" لابن حميد (ص: ٥١٨).
(٢) كذا ذكره الدكتور العثيمين واستفهم عنده، ورأيت في "شذرات الذهب" لابن العماد (٨/ ٢٢) ترجمة غرس الدين أبي القاسم خليل بن خليل الفراديسي الصالحي الحنبلي، المتوفى سنة (٩١٤ هـ)، فلعل هذا هو والد المجاز الذي ذكر، والله أعلم.
(٣) انظر: مقدمة "الدر المنضد" (ص: ٢٦).
المقدمة / 19
المبحث الرابع تَصَانِيفهُ
١ - " الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" (١).
٢ - "ملخص من كتاب الأنس الجليل" (٢).
٣ - "المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد" (٣)
٤ - "الدر المنضد في ذكر أصحاب الإمام أحمد" (٤).
٥ - "الإعلام بأعيان دول الإسلام" (٥).
_________
(١) قال ابن حميد في "السحب الوابلة" (ص:٥١٨): وهو عظيم في بابه، أحيا به مآثر بلاده. وقال الغزي في "النعت الأكمل" (ص: ٥٥): الحاوي لكل غريبة وفائدة، وبتراجم البلدين كافل. وقد طبع الكتاب عدة طبعات، كان أولها في المطبعة الوهبية بمصر سنة (١٢٨٣ هـ)، ثم طبع بعدها طبعات كثيرة لم تسلم من التصحيف والتحريف.
(٢) كذا نسبه إليه غير واحد من المحققين، وإنما هو قطعة من "الأنس الجليل"، وليس مختصرًا، وتقع هذه القطعة في (٧١) ورقة، ضمن مجموع رقم (٢٤٠)، في المكتبة الظاهرية بدمشق.
(٣) طبع سنة (١٩٩٧ م) بتحقيق مجموعة من المحققين، ونشرته دار صادر في بيروت، في ستة مجلدات.
(٤) وقد طبع الكتاب سنة (١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م) بتحقيق الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، ونشرته مكتبة التوبة بالرياض في مجلدين.
(٥) ذكره ابن حميد في "السحب الوابلة" (ص: ٥١٨).
المقدمة / 20
٦ - "التاريخ المعتبر في أنباء من غبر" (١).
٧ - "تصحيح الخلاف المطلق في المقنع" لابن قدامة (٢).
٨ - "الإتحاف" مختصر "الإنصاف" للمرداوي (٣).
٩ - "إتحاف الزائر وإطراف المقيم والمسافر" (٤).
_________
(١) ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" (١/ ٣٠٥) و(٢/ ١٧٣١)، ولدي صورة عن الأصل المخطوط في برنستون مجموعة جاريت ضمن مجموع برقم (٢٢٦٣)، يحتوي على الجزء الثاني من الكتاب، ويقع في (٧١) ورقة، نسخت سنة (٩٤٥ هـ). وقد ذكر في هذا الجزء تراجم الأئمة الأربعة، وغيرهم من التابعين، والعلماء الأعلام، والرؤساء، والوزراء، والشعراء، والأعيان، وقضاة الشرع الشريف، وطلبة العلم، وحملة القرآن، على وجه الاختصار.
(٢) ذكره ابن حميد في "السحب الوابلة" (ص: ٥١٨).
(٣) ولم يعمل منه إلا النصف، كما ذكر ابن حميد في "السحب الوابلة" (ص: ٥١٨): وقال عنه المؤلف ﵀ في كتابه: "المنهج الأحمد" (٥/ ٢٩٠): وهو من كتب الإسلام، فإنه -أي: المرداوي صاحب "الإنصاف"- سلك فيه مسلكًا لم يسبق إليه، بيَّن فيه الصحيح من المذهب وأطال فيه الكلام، وذكر فيه كل مسألة ما نقل منها من الكتب وكلام الأصحاب، فهو دليل على تبحر مصنفه، وسعة علمه، وقوة فهمه، وكثرة اطلاعه.
(٤) كذا نسبه إليه البغدادي في "هدية العارفين" (١/ ٥٤٤). ونسبه حاجي خليفة في "كشف الظنون" (١/ ٦) إلى أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي البغدادي الدمشقي المتوفي سنة (٦١٣ هـ). قلت: ولأبي اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب المعروف بابن عساكر كتاب: "إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر" حققه حسين شكري، ونشرته دار الأرقم سنة (٢٠٠٠ م). فلعله اختلط على صاحب "كشف الظنون"، حيث ذكر أولًا: "إتحاف الزائر" للشيخ الإمام ابن عساكر، هكذا، ثم ذكر بعده: "إتحاف الزائر وإطراف المقيم المسامر" للشيخ أبي اليمن زيد بن الحسن .... إلخ. أما صاحب "هدية العارفين"، فكثيرًا ما يقع عنده =
المقدمة / 21