Fatawihii Imaam Shawkani
الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
Baare
أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]
Daabacaha
مكتبة الجيل الجديد
Goobta Daabacaadda
صنعاء - اليمن
أمهات مسائله بالتأليف ورجحت في كل مسألة منها قولا من الأقوال ونصرت مذهبا من المذاهب بحسب ما بلغت إليه القدرة ودلت عليه الأدلة التي غلب الظن بأنها أرجح من الأدلة المقابلة لها.
ثم لم أبعد من طريقة الإنصاف في شيء منها ولا خرجت عما يوجبه الحق الذي كنت أعتقده حقا بعد أن جردت نفسي عن التعصب لمذهب من المذاهب أو قول من الأقوال أو عالم من العلماء، ثم لما فرغت من تحرير هذه المسائل وتقريرها واستوفيت في كل بحث من المباحث ما كنت أظن أنه قد فاق على كثير من التصانيف المتقدمة قرعت الباب الذي كان يدخل منه خير القرون ثم الذين يلونهم [٢٨] ثم الذين يلونهم بعد أن ألقيت عن كاهلي حملا ثقيلا وأراحني الله من عناء طويل، وقال وقيل، وهذيان ليس له تحصل ففتح الله لي ذلك الباب الذي لازمت قرعه ودخلت منه إلى بيت فيه برد اليقين وطمأنينة الحق فطاحت تلك الدقائق التي كنت فيها وذهبت عني إلى حيث يعوي الذئب. وما أحسن ما قاله القائل:
وكيف ترى ليلى بعين ترى بها ... سواها وما طهرتَها بالمدامع
وتلتذ منها بالحديث وقد جرى ... حديث سواها خروة للمسامع
ولله در الشاعر الآخر حيث يقول:
ألا إن وادي الجزع أضحى ترابه ... من المس كافورا وأعواده رندا
وما ذاك إلا أن هندا عشية ... تمشت وجرَّت في جوانبه بُردا
البحث الثاني من مباحث السؤال الثاني:
قوله عافاه الله: نعم -ودمتم في النعم- حديث افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إلخ، والجواب عنه أن حديث معاوية هذا الذي سأل عنه السائل وقال إنه أخرجه أبو داود (١)، هو أخرجه في سننه في كتاب السنة منه، وإسناده هكذا: حدثنا أحمد بن
(١) في السنن رقم (٤٥٩٧) وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده وقد تقدم (ص ١٣٥ - ١٣٦).
1 / 203