354

Fathul Majiid

فتح المجيد شرح كتاب التوحيد

Tifaftire

محمد حامد الفقي

Daabacaha

مطبعة السنة المحمدية،القاهرة

Daabacaad

السابعة

Sanadka Daabacaadda

١٣٧٧هـ/١٩٥٧م

Goobta Daabacaadda

مصر

باب: قول الله تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ ١.

قوله: " باب قول الله تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ ". قصد المصنف ﵀ بهذه الآية التنبيه على أن الأمن من مكر الله من أعظم الذنوب، وأنه ينافي كمال التوحيد، كما أن القنوط من رحمة الله كذلك، وذلك يرشد إلى أن المؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء، كما دل على ذلك الكتاب والسنة، وأرشد إليه سلف الأمة والأئمة.
ومعنى الآية: أن الله ﵎ لما ذكر حال أهل القرى المكذبين للرسل بيّن أن الذي حملهم على ذلك هو الأمن من مكر الله وعدم الخوف منه، كما قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ ٢ أي الهالكون. وذلك أنهم أمنوا مكر الله لما استدرجهم بالسراء والنعم، فاستبعدوا أن يكون ذلك مكرا.
قال الحسن ﵀: " من وسع الله عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له ".
وقال قتادة: " بَغَت القومَ أمر الله، وما أخذ الله قوما قط إلا عند سلوتهم ونعمتهم وغرتهم. فلا تغتروا بالله " ٣.
وفي الحديث: " إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج " ٤. رواه أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم.
وقوله: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ ٥.
وقال إسماعيل بن رافع: " من الأمن من مكر الله إقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة" " رواه ابن أبي حاتم.

١ سورة الأعراف آية: ٩٩.
٢ سورة الأعراف آية: ٩٧-٩٨-٩٩.
٣ ٣٠٧- صحيح. أحمد (٤/ ١٤٥)، وابن جرير في تفسيره (٧/ ١١٥) . وحسنه العراقي في تخريج الإحياء (٤/ ١٣٢)، وصححه العلامة الألباني في الصحيحة (٤١٣) .
٤ البخاري: التوحيد (٧٤٢٣)، وأحمد (٢/٣٣٥،٢/٣٣٩) .
٥ سورة الحجر آية: ٥٦.

1 / 358