184

Fath Baqi

فتح الباقي بشرح ألفية العراقي

Baare

عبد اللطيف هميم وماهر الفحل

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الأولى

Sanadka Daabacaadda

1422 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

(لكِنْ إذَا صَحَّ لَنَا) أي: أيُّها المُحدِّثُونَ خُصوصًا: الشافعيَّةُ تَبَعًا لإمامِهِم (مَخْرَجُهُ) أي: اتِّصالُ المرسلِ (بمسنَدٍ) يَجِيءُ مِن وَجْهٍ آخرَ، صَحِيْحٍ، أَوْ حَسَنٍ، أَوْ ضَعِيْفٍ يَعْتضِدُ بِهِ، (أَوْ مُرْسَلٍ) آخرَ (يُخْرِجُهُ) أي: يُرْسِلُهُ (مَنْ لَيْسَ يَرْوِي عَنْ رِجَالِ) أي: شيوخِ راوِي المُرْسَلِ (الأَوَّلِ)، حَتَّى يظنَّ عَدمُ اتحادِهِما، (نَقْبَلْهُ) بجزْمِهِ جَوابًا لِـ «إذَا» عَلَى مَذْهَبِ الكُوفيينَ، والأخفشِ (١)، وَعَلى مَذْهَبِ غيرِهِم للوزن، كقولِ شاعرٍ (٢): وإِذا (٣) تُصِبْكَ مُصِيبةٌ فاصْبِرْ لَهَا ... وإذا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ (٤) فَتَجَمَّلِ (٥) (٦) وكذا نَقْبَلُهُ إذَا اعْتَضَدَ بموافقةِ قَوْلِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، أَوْ بِفَتْوى عَوامِّ أَهْلِ العِلْمِ (٧)، وقوَّة هذِهِ الأربعةِ مُترتِّبةٌ بترتيبها المذكورِ. (قَلْتُ: الشَّيْخُ) ابنُ الصَّلاحِ (لَمْ يُفَصِّلِ) في المُرْسَلِ المعتضدِ بَيْن كبارِ التَّابعينَ، وصِغارِهم (٨)، وَكَأنَّه بَنَاهُ عَلَى المشْهورِ في تَعْريفِهِ، كَمَا مَرَّ.

(١) انظر: شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٢٦٤. (٢) في (ص) و(ق): «الشاعر». وفي (ع): «الشاعرة». (٣) في (م): «وإذ»، وما أثبتناه من بقية النسخ، وهو الموافق لرواية البيت. (٤) الخصاصة: هي الفقر، وكذا الخصاص. البقاعي: ١١٧/ أ. (٥) من (ق) و(م)، وفي (ص) و(ع): «فتحمل»، وكلاهما صحيح؛ لأن البيت ورد بالروايتين، وقوله: «فتجمل» أي: فأظهر الجميل ولا تشك حالك إلى غير الذي خلقك. البقاعي: ١١٧/ أ. (٦) هذا البيت عزاه محقق مغني اللبيب: ١٢٨ لعبد القيس بن خفاف، وقيل لحارثة بن بدر، وهو من البحر الكامل؛ ولكن صدره: استغن ما أغناك ربك بالغنى وفي (ع) حاشية نصها: «وقوله: وإذا تصبك ... الخ عجز بيت صدره: استغن ما أغناك ربك بالغنى، فعلى أنه قصد الاستشهاد بكل من الشطرين من غير قصد أنهما بيت واحد، وإن أوهمته عبارته». (٧) في (ع): «البلد». (٨) معرفة أنواع علم الحديث: ١٥٢. وقد اعترض بعضهم أن المرسل - وهو ضعيف - كيف يتقوى بمرسل آخر، وهو ضعيف أيضًا، وقد أجاب الحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصّلاح ٢/ ٥٦٦ على هذا الاعتراض فقال: «إن المجموع حجة لا مجرد المرسل وحده، ولا النظم وحده، فإن حالة الاجتماع تثير ظنًا غالبًا وهذا شأن لكل ضعيفين اجتمعا».

1 / 199