تذهبون إليه؛ إنه ليس بكفر ينقل عن الملة ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون﴾ كفر دون كفر. خرجه الحاكم (١) وقال: صحيح الإسناد.
وعنه في هذه الآية قال: هو به كفر، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وكذا قال عطاء وغيره: كفر دون كفر. وقال النخعي: الكفران كفران: كفر بالله وكفر بالمنعم (٢) . واستدل البخاري لذلك بحديث ابن عباس الذي خرجه هاهنا، وهو قطعة من حديث طويل خرجه في " أبواب الكسوف " (٣)، فإنه النبي ﷺ أطلق على النساء الكفر فسئل عنه فسره بكفر العشير.
وحديث أبي سعيد (٤) في هذا المعنى يشبه حديث ابن عباس. وقد خرج هذا المعنى من حديث ابن عمر، وأبي هريرة – أيضا – وفي المعنى – أيضا - حديث ابن مسعود، عن النبي ﷺ قال: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " وقد خرجه البخاري (٥) في موضع آخر. وكذلك قوله ﷺ: " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب
(١) في " المستدرك " (٢ / ٣١٣) .
(٢) انظر هذه الأقوال في " تفسير ابن كثير " (٣ / ١١١) .
(٣) (فتح: ١٠٥٢) .
(٤) سيأتي برقم (٣٠٤) .
(٥) أخرجه مسلم برقم (١٣٢/ ٧٩، ٨٠) .