Fatawa al-Salah

Ibn Taymiyya d. 728 AH
8

Fatawa al-Salah

فتاوى الصلاة

Baare

عبد المعطى عبد المقصود محمد

Daabacaha

مكتب حميدو

من قلة علم فإنه بحر ذاخر ولا كان متلاعبا بالدين ولا يتفرد بمسائل بالتشهّي ولا يطلق لسانه بما اتفق، بل يحتج بالقرآن والحديث والقياس، ويبرهن ويناظر أسوة بمن تقدمه من الأئمة فله أجر على خطأه وأجران على إصابته أ. هـ.

قال ابن فضل الله حضر عنده شيخنا أبو حيان ما رأت عيناي مثل هذا الرجل ومدحه بأبيات ذكر أنه نظمها بديهة:

لما أتانا تقي الدين لا لنا داع إلى الله فرد ما له وزر

على محياه سيماء الأولى صحب خير البرية نور دونه القمر

وقال: ثم دار بينهما كلام فجري ذكر سيبويه فأغلظ ابن تيمية القول في سيبويه فقاطعه أبو حيان وصير ذلك ذنبًا لا يغتفر وسئل عن السبب قال ناظرته في شيء من العربية فذكرت له كلام سيبويه فقال: بل أخطأ في الكتاب ثمانين موضعًا ما تفهمها أنت فكان ذلك مقاطعتي إياه وتناوله بسوء في تفسيره البحر المحيط وكذلك في مختصر النهر وقد ترجم له جماعة (لابن تيمية) وبالغوا في الثناء عليه ورثاه كثير من الشعراء.

قال جمال الدين السرمدي: في أمالية ومن عجائب زماننا في الحفظ ابن تيمية كان يمر بالكتاب مطالعة فينقش في ذهنه وينقله في مصنفاته بلفظه أو بمعناه وحكى بعضهم عنه أنه قال من سألني مستفيدًا حققت له، ومن سألني متعنتًا ناقصته فلا يلبث أن ينقطع فأكفي مؤنته وترجم له الصفدي وسرد أسماء تصانيفه قال ومن أنفعها كتابه في (إبطال الحيل) فإنه نفيس جدًا وكتاب (المنهاج في الرد على الروافض) في غاية الحسن لولا أنه بالغ في الدفع حتى وقعت له عبارات وألفاظ فيها بعض التحامل وقد نسبه بعضهم إلى طلب الملك. لأنه كان يلهج بذكر (ابن تومرت) ونظراته فكان ذلك مولدًا لطول سجنه. وله وقائع مشهورة. وكان إذا حوقق والزم. يقول لم أر هذا وإنما أردت كذا فيذكر احتمالًا بعيدًا ولعل ذلك - والله أعلم - إنه يصرح بالحق فتأباه الأذهان وتنبوا عنه الطبائع لقصور الأفهام فيحوله إلى احتمال آخر دفعًا للفتنة، وهكذا ينبغي للعالم الكامل، أن يفعل يقول الحق كما يجب عليه ثم يدفع المفسدة، بما يمكنه وحكى عنه أنه لما وصل إليه السؤال الذي وضعه السكاكيني على لسان يهودي وهو:

8