117

Fatawa al-Salah

فتاوى الصلاة

Tifaftire

عبد المعطى عبد المقصود محمد

Daabacaha

مكتب حميدو

ولو دعا الإمام والمأموم أحياناً عقيب الصلاة لأمر عارض لم يعد هذا مخالفاً للسنة، كالذي يداوم على ذلك، والأحاديث الصحيحة تدل على أن النبي ﷺ كان يدعو دبر الصلاة قبل السلام، ويأمر بذلك. كما قد بسطنا الكلام على ذلك، وذكرنا ما في ذلك من الأحاديث، وما يظن أن فيه حجة للمنازع في غير هذا الموضع؛ وذلك لأن المصلي يناجي ربه، فإذا سلم انصرف عن مناجاته. ومعلوم أن سؤال السائل لربه حال مناجاته هو الذي يناسب، دون سؤاله بعد انصرافه، كما أن من كان يخاطب ملكاً أو غيره فإن سؤاله وهو مقبل على مخاطبته، أولى من سؤاله له بعد انصرافه.

وَسُئِلَ

عن هذا الذي يفعله الناس بعد كل صلاة من الدعاء: هل هو مكروه؟ وهل ورد عن أحد من السلف فعل ذلك؟ ويتركون أيضاً الذكر الذي صح أن النبي ﷺ كان يقوله، ويشتغلون بالدعاء؟ فهل [الأفضل] الاشتغال بالذكر الوارد عن النبي ﷺ أو هذا الدعاء؟ وهل صح أن النبي ﷺ كان يرفع يديه ويمسح وجهه أم لا؟.

فأجاب: الحمد لله رب العالمين. الذي نقل عن النبي ﷺ من ذلك بعد الصلاة المكتوبة إنما هو الذكر المعروف. كالأذكار التي في الصحاح، وكتب السنن والمساند، وغيرها، مثل ما في الصحيح: أنه كان قبل أن ينصرف من الصلاة يستغفر ثلاثاً، ثم يقول: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام»(١٠) وفي الصحيح أنه كان يقول دبر كل صلاة مكتوبة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد»(١١).

(١٠) مسلم جـ ٢ ص ١٢٦ تحریر النسائی جـ ٣ ص ٥٨ أبو داود جـ ١ ص ٢٤٧ ابن ماجه حديث ٢٩٨ الترمذي حديث ٢٩٨ وفي مسلم سأل الأوزاعي أحد رواة الحديث عن كيفية الاستغفار وقال: «استغفر الله. استغفر الله. استغفر الله وبعد ذلك يقول اللهم أنت السلام.. الخ».

(١١) متفق عليه لفظ البخاري اللؤلؤ والمرجان حديث ٣٤٧ النسائي جـ ٣ ص ٦٠ أبو داود جـ ١ ص ٣٤٦.

117