Fanka Kiimikada
فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
Noocyada
ومع ذلك، فإن قدرا كبيرا من محتوى كتاب «السحر الطبيعي» مستقى من كتاب «التاريخ الطبيعي» للكاتب الروماني القديم بليني، الذي كان لديه إيمان شبه تام هو الآخر ب «السحر الطبيعي».
35
وفيما يلي مقتطفان مقتضبان من «المجلد الخامس من كتاب السحر الطبيعي»، الذي يتناول علم الخيمياء، موضحا كيفية تبدل الفلزات فيما بينها وتحول أحدها إلى الآخر»:
37
عن الرصاص وكيفية تحويله إلى معدن آخر
اعتاد الكتاب القدماء الملمون بطبيعة الفلزات تسمية القصدير بالرصاص الأبيض، وتسمية الرصاص بالقصدير الأسود، مما يشير ضمنا إلى تآلف الخواص الطبيعية لهذين المعدنين، وأنهما يتشابهان كثيرا؛ ومن ثم قد يسهل تحول أحدهما إلى الآخر. ولذلك فليس من الصعب إطلاقا أن تغير القصدير إلى الرصاص.
تحويل الرصاص إلى قصدير
يمكن تحقيق ذلك فقط من خلال غسل الرصاص؛ فإنك إذا غسلت الرصاص بالماء عدة مرات؛ أي إنك إذا صهرته، بحيث تزول منه المادة الأرضية الغليظة، فإنه سيتحول إلى قصدير بكل سهولة؛ إذ إن نفس الزئبق الذي جعل منه الرصاص مادة نقية رقيقة أول مرة، قبل أن يلتقط هذه المادة الأرضية التي تجعله ثقيلا للغاية، يظل موجودا في الرصاص - حسبما لاحظ جيبروس؛ وهذا هو السبب وراء أصوات الصرير والطقطقة التي عادة ما تصدر عن القصدير، والتي تميزه على نحو خاص عن الرصاص؛ ومن ثم حين يفقد الرصاص تلك الغلظة الناتجة عن المادة الأرضية، التي غالبا ما تزول بالانصهار، وحين يصدر الرصاص صوت القصدير، الذي يستطيع الزئبق أن يتفاعل معه بسهولة، لا يمكن حينئذ التفرقة بين الرصاص والقصدير؛ إذ يتحول الرصاص إلى قصدير.
لاحظ بعض النقاط المثيرة هنا؛ فالزئبق مشترك ما بين القصدير والرصاص، وإزالة الشوائب الأرضية من الرصاص هو سلسلة من العمليات المؤدية إلى التحول؛ ومن ثم فإن عملية تحول الرصاص إلى قصدير تحوي الجوانب الأساسية لعملية التحول الشكلي ما بين المستذئبين والبشر، مع الاحتفاظ بسمة مشتركة بينهما؛ ألا وهي «ماهية الفلزية» التي يضفيها الزئبق على الفلز. والنقطة المثيرة هنا هي أن إثبات هوية المعدن ليس في الكثافة، أو نقطة الانصهار، أو التفاعلية الكيميائية، وإنما في الأصوات الصادرة عنها خلال عملها الميكانيكي! (5) ألبرت الكبير و«ألبرت الصالح»
نحو نهاية العصور الوسطى (حوالي 500-1450)، جمع المفكرون الأوروبيون مجموع المعارف التي كتبها القدماء، ودمجوها مع المعارف التي اكتسبوها من الحضارات الإسلامية إبان الحملات الصليبية، وبدءوا في تطوير طرق للبحث كان من شأنها البدء في تحديد ملامح العلم الحديث. وكان أحد أبرز الشخصيات التي شاركت في هذا الأمر ألبرتوس ماجنوس (حوالي 1200-1280 ميلاديا).
Bog aan la aqoon