Fanka Kiimikada
فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
Noocyada
استخدم البول - ذلك السائل الذهبي الذي وهب خواص حيوية وخفية - لقرون في آلاف المستحضرات الخيميائية. ولا شك أنه قد تعرض إلى التقطير حتى الجفاف مرات لا حصر لها. غير أنه في عام 1669، قام خيميائي مغمور رغم براعته - يدعى هينيج براند - بغلي البول، مركزا إياه حتى أصبح شرابا سميكا مركزا، ثم قطر منه زيتا أحمر اللون. أضيف الكربون الأسود المترسب في المقطرة المعوجة إلى هذا الزيت الأحمر ثم سخن في مقطرة معوجة فخارية. وقد تخيل جون إمزلي المشهد في كتابه الرائع «العنصر الثالث عشر».
44 «فنرى» براند يراقب سائلا متوهجا كثيفا يتحول إلى ألسنة لهب ما إن يتعرض للهواء.
45
وما إن يعزل براند السائل في وعاء الاستقبال، حتى يتصلب ولكنه لا يزال متوهجا. تخيل مدى التعجب الذي أثاره هذا المشهد - سر ملتهب وهاج مختف في أجسادنا ومفرغاتنا! لقد اكتشف براند عنصر الفوسفور (وهي تسمية تعني «جالب النور»). إن درجة انصهار الفوسفور الأبيض (44 درجة مئوية) ودرجة غليانه (280 درجة مئوية) منخفضتان تماما؛ وهذا يبرر سهولة تقطيره، وحقيقة أن الشوائب قد تقلل درجة انصهاره بما يكفي لإنتاج «فوسفور سائل».
وبدلا من أن ينشر براند رسالة عن البول وتحوله إلى الفوسفور، أبقى عمله في هامبورج سرا لحوالي ست سنوات، آملا في جمع ثروة بمجرد أن يتوصل إلى فائدة لهذا الاكتشاف.
45
ولكنه بعد أن استنزف ثروة زوجته الثانية في هذا البحث غير المثمر، انتهى به الحال إلى الإعلان عن اكتشافه الذي جذب انتباه يوهان نوكل، وكان صانع ذهب غير موفق لدى «ناخب ساكسونيا»،
46
تقاعد حديثا ليدرس في جامعة فيتنبرج. زار نوكل هامبورج لكنه لم يستطع معرفة أي تفاصيل من براند. فأخبر نوكل، بدوره، زميلا خيميائيا آخر، هو يوهان دانيال كرافت، في درسدن عن تلك المادة الجديدة. فما كان من كرافت، ما إن استشعر وجود فرصة، إلا أن أسرع من فوره إلى هامبورج واشترى كل مخزون براند من الفوسفور، بالإضافة إلى الحقوق الحصرية وتعهد بالسرية من براند. وقد مر هذا الاحتيال التجاري تحت علم نوكل، إذا جاز القول، ولم ينتفع هذا الأكاديمي المتميز بشيء من براند سوى الإشارة إلى أن البول هو مصدر الفوسفور.
45
Bog aan la aqoon