Falsafadda Ingiriiska ee Boqolka Sano (Qeybta Koowaad)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Noocyada
Fragments on Ethical Subjects » (1876)، وهو مؤلفه المنهجي الوحيد، أن يثبت الطابع الاجتماعي للأخلاق على نحو أفضل مما فعله أصحاب مذهب المنفعة بموقفهم الذي تسوده النظرة الفردية، مؤكدا أولوية المجتمع على الفرد، وواجب الفرد في الخضوع للإرادة الجماعية للمجتمع.
ونستطيع أن نذكر هنا، إلى جانب أوستن وجروت، اسم السير جون هرشل
J. Hershel (1792-1871) ووليام هيوول
W. Whewell (1794-1866)، وعلى الرغم من ابتعاد هذين عن دائرة بنتام، فقد قاما بنصيب هام في الإعداد للأبحاث المنطقية التي أجراها مل الابن؛ ذلك لأن مل قد وجد في كتاب الفلكي العظيم هرشل، وعنوانه «بحث منظم حول دراسة الفلسفة الطبيعية
Discourse on the Study of Natural Philosophy » (1830)، مادة زاخرة مستمدة من العلوم الطبيعية استعان بها في وصف عمليات الاستقراء، بل لقد وجد في هذا الكتاب أيضا منهجه التجريبي الخاص مطبقا عمليا، وإن لم يعبر عنه بصورة صريحة. ولقد وجد مل قيمة أعظم في الأبحاث الشاملة التي أجراها هيوول، والمبنية على معرفة دقيقة بنظرية العلوم الاستقرائية وتاريخها، وهي الأبحاث التي عرضها هيوول في كتابيه العظيمين: تاريخ العلوم الاستقرائية
History of the Inductive Sciences (1837، الترجمة الألمانية 1839-1842) و«فلسفة العلوم الاستقرائية
» (1840). ولقد كان هيوول يمتاز بمعرفة هائلة للماضي، وفاق في نطاق معلوماته الموسوعية ودقتها هاملتن ذاته، الذي اشتهر بأنه كان أوسع رجال عصره علما، ولقد استعان مل في إعداد الباب الثالث من كتاب المنطق (وهو الباب الخاص بالاستقراء) بالمواد التي جمعها هيوول استعانة كاملة، وأقر شاكرا بأنه لولا هذا العمل التمهيدي لما تمكن من إنجاز مهمته، ولكنه في الوقت ذاته أحس بغريزة صائبة بالتضاد المنهجي القاطع بينه وبين هيوول؛ فقد رأى فيه ممثلا لما يسميه بالنظرة الألمانية أو «الأولية
a priori » إلى المعرفة البشرية وقدراتها. والواقع أن هيوول قد تأثر بكانت تأثرا قويا، ورفض المنطق ونظرية المعرفة التجريبيين، ولقد اعترف مثل مل بالأهمية الأساسية للاستقراء، بوصفه عملية استخلاص الحقائق والمبادئ العامة من الوقائع الجزئية في كل بحث وكشف علمي؛ ولذا أطلق اسم «العلوم الاستقرائية» على تلك العلوم التي تسمى عادة باسم «الطبيعة»، ولكنه لم يجعل الأهمية الأولى فيها لملاحظة الوقائع، وإنما رأى أن الأفكار التي يلعب الذهن الدور الرئيسي فيها هي عامل لا يقل عن الملاحظة أهمية، وأنه لما يتفق تماما مع رأي كانت القائل بأن الإدراكات الحسية فارغة، أن يقول هيوول في مقدمة كتاب «تاريخ العلوم الاستقرائية» المذكور من قبل، أن الشرط الأساسي لكل تقدم علمي هو اتحاد الأفكار الواضحة بالوقائع المحددة. ويطلق هيوول اسم التضاد الأساسي في الفلسفة، على رأيه القائل: إن الفكرة ينبغي ألا تستقل أبدا عن الواقعة الملاحظة، ومع ذلك ينبغي أن تجذب الواقعة دائما نحو الفكرة، وقد عبر عن ذلك تعبيرا موجزا بليغا في قوله: «إن التقابل بين الحس والأفكار هو أساس فلسفة العلم، فلا قيام لمعرفة دون توحيد هذين العنصرين، ولا قيام لفلسفة دون الفصل بينهما» («فلسفة العلوم الاستقرائية»، طبعة جديدة، 1847، المجلد الثاني، ص443). ولقد كان هدف هيوول في كتابيه العظيمين هو إحياء «الأورجانون الجديد
Novum Organun » لبيكن، ورفع هذا الكتاب إلى المستوى المتقدم الذي بلغه العلم الحديث. وهكذا فقد بدأت دراسة الأسس المنهجية للعلم على يد هيوول، وواصلها مباشرة مل في كتابه «المنطق»، وثبت أن للخلاف الذي نشأ بينهما فيما بعد فائدته الجمة ؛ إذ أثار الاهتمام بهذه المسائل في الأوساط الفلسفية والعلمية معا .
والآن نصل إلى جون ستيوارت مل
Bog aan la aqoon