Falsafa Noocyadeeda iyo Dhibaatooyinkeeda
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Noocyada
كما أن المصطلح الشائع «الجبرية
» يصلح بدوره مرادفا، بشرط ألا تكون في أذهاننا فكرة معينة من أفكار المذهب اللاهوتي عند «كالفان». فالقدري يرى أن كل حادث في الكون مكتوب أو مقدر منذ البداية، وذلك من حيث وقت حدوثه وطريقة حدوثه معا. وليس ثمة وسيلة لتغيير هذا الاتجاه المقدر للحوادث، فعندما يأتي الوقت «سيحدث ما ينبغي أن يحدث». ويعبر أحيانا عن هذا القانون الصارم للقدر تعبيرا شعريا بالقول إن مصير المرء مكتوب في النجوم.
وترتبط القدرية تقليديا باتجاه أقرب إلى أن يكون شرقيا منه إلى أن يكون غربيا. ففي الفكر الإسلامي يعبر لفظ «القسمة» عن مذهب مشابه، وكثيرا ما يترجم اللفظ (ولكن بطريقة غير كاملة الدقة) بلفظ يعني «المكتوب». وقد عبر عمر الخيام عن هذا الاتجاه تعبيرا كلاسيكيا إذ قال:
لن يرجع المقدار فيما حكم
وحملك الهم يزيد الألم
ولو حزنت العمر لن ينمحي
ما خطه في اللوح مر القلم
1 ⋆
وينبغي أن نؤكد أن القدرية تنظر إلى المصير أو «العلة» على أنه شيء خارج تماما عن الكائن العضوي. فالكون، أو بمعنى أدق، القوى الهائلة للكون - هو الذي يحكم حياتنا. وطوال أعمارنا نتحرك ونحن في قبضة قوى لا سلطان لنا عليها. والموقف الوحيد الذي يمكننا اتخاذه إزاء ذلك هو موقف الاستسلام الشرقي التقليدي (وربما جاز لنا أن نستعين على ذلك بكأس عمر الخيام)، أو موقف عدم الانفعال وعدم الاكتراث الباطن الذي دعا إليه الرواقيون. أما القوى الكونية والنجوم التي تكتب فيها كل المصائر، فإن أي شيء يستطيع الإنسان أن يبعثه من داخله لا يقدر حيالها شيئا.
المذهب الآلي في الحتمية المقدرة : نشأ في العصور الحديثة، مع نهضة العلم في القرن التاسع عشر، اتجاه يمكن تسميته بالحتمية المقدرة العلمية أو الآلية. وكان عدد العلماء الذين دعوا صراحة إلى مثل هذا المذهب قليلا، حتى من بين دعاة الآلية المتطرفين، ولكن الكتاب الشعبيين كثيرا ما كانوا يرون أن التطورات التي تتم في المعمل تستتبعه حتما. فهم يزعمون أن هناك وقائع كثيرة تشير إلى هذا الاتجاه التشاؤمي، وقد توسع البعض في استخلاص تأثيرها المتراكم حتى كونوا منه نظرة كاملة إلى العالم. وهناك عوامل متعددة تزعم هذه القدرية العلمية أنها مرتكزة عليها، منها ما هو واقعي ومنا ما هو دخيل، أهمها:
Bog aan la aqoon