خَاتِمَة تَتَضَمَّن الِاعْتِذَار
الْحَمد لله الَّذِي خصنا بالأنعام وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وتابعيه وَمن أوصلنا فِي عقدهم بالانتظام
وَبعد فقد رقم مَا رمته واشتهيته من لذيذ ذكر من خصصته وابتغيته إِذْ لَا أَعلَى وَلَا أحلى من محادثة إخْوَان الصَّفَا فِي حب الْمولى وَلَا أكمل من تَمام الْوَعْد على ثِقَة الوفا لطَالب الْعلَا ثمَّ اعتذر لِذَوي الأفهام من عدم إتقان السجع والإحكام وفضول الْكَلَام الخلي عَن الْفَوَائِد وَالْأَحْكَام إِذْ لَا يستغرب ذَلِك من أمثالي لقلَّة بضاعتي وَضعف تَحْصِيل زمن اشتغالي وسكنى الْقرى الَّتِي يعسر فِيهَا إِدْرَاك الْمَعَالِي وادخار اللآلي بل لَا يحصل فِيهَا إِلَّا كَثْرَة والقيل والقال المبعدة عَن دَرَجَات الْكَمَال وتضييع الآمال لَا سَائل عَن الضوال سِيمَا فِي ذَا الزَّمَان الَّذِي ضَاعَ فِيهِ الْعلم وَقل فِيهِ وجود الأخيار ذَوي الْحلم وَلَقَد صدق هَاتِف الْعِزّ الْقَائِل يَوْم مَوته يسمع صَوته وَلَا يرى شخصه
(يَا دهر بِعْ رتب المعارف والعلا ... بيع الْخِيَار ربحت أم لم تربح)
(قدم وَأخر من أردْت من الورى ... مَاتَ الَّذِي قد كنت مِنْهُ تَسْتَحي) // كَامِل //
1 / 57