Fadail
الفضائل
فجذب الروح فليس من جذبة يجذبها إلا وهي تقوم مقام كل شدة من السماء إلى الأرض فلم يزل كذلك حتى صارت الروح في صدري ثم أشار إلي بجذبة لو أنها وضعت على الجبال لذابت فقبض روحي من عرنين أنفي فعلا من أهلي عند ذلك الصراخ وليس من شيء يقال ويفعل إلا وأنا به عالم فعلا واشتد صراخ القوم وبكاؤهم جزعا علي التفت إليهم ملك الموت بغيظ وقنوط وقال معاشر القوم مم بكاؤكم فو الله ما ظلمناه فتشكوا ولا اعتدينا عليه فتضجوا وتبكوا ولكن نحن وأنتم عبيد رب واحد ولو أمرتم فينا كما أمرنا فيكم لامتثلتم فينا كما امتثلنا فيكم والله ما أخذناه حتى فني رزقه وانقطعت مدته وصار إلى رب كريم يحكم فيه كما يشاء @QUR@ وهو على كل شيء قدير فإن صبرتم أجرتم وإن جزعتم أثمتم كم لي من رجعة إليكم آخذ البنين والبنات والآباء والأمهات ثم انصرف عند ذلك عني والروح معه فعند ذلك أتى ملك آخر فأخذها منه وتركها في ثوب أخضر من حرير وصعد بها ووضعها بين يدي الله في أقل من طبقة جفن على جفن فلما حصلت الروح بين يدي ربي سبحانه وتعالى سألها عن الصغيرة والكبيرة وعن الصلاة والصيام في شهر رمضان وحج بيت الله الحرام وقراءة القرآن والزكاة والصدقات وسائر الأوقات والأيام وطاعة الوالدين وعن قتل النفس بغير الحق وأكل مال اليتيم وعن مظالم العباد وعن التهجد بالليل والناس نيام وما يشاكل ذلك ثم من بعد ذلك ردت الروح إلى الأرض بإذن الله تعالى فعند ذلك أتاني غاسل فجردني من أثوابي وأخذ في تغسيلي فنادته الروح يا عبد الله رفقا بالبدن الضعيف فو الله ما خرجت من عرق إلا انقطع ولا عضو إلا انصدع فو الله لو سمع الغاسل ذلك القول لما غسل ميتا أبدا ثم إنه أجرى علي الماء وغسلني ثلاثة أغسال وكفنني في ثلاث أثواب وحنطني في حنوط وهو الزاد الذي خرجت به إلى دار الآخرة ثم جذب الخاتم من يدي اليمنى بعد فراغه من الغسل ودفعه إلى الأكبر من ولدي وقال آجرك الله تعالى في أبيك وأحسن لك
Bogga 88