Explanation of the Code of Belief by Al-Saffarini
شرح نظم عقيدة السفاريني
Noocyada
"كلامه سبحانه"، تنزيه لله -جل وعلا-، أن يكون كلامه مشابهًا لكلام المخلوقين، هذا بالنسبة للصفة ومعناها، وأما كيفيته، كيف تكلم بالقرآن؟ فعلمه عند الله -جل وعلا-، وهذا خلافًا لمن يقول: إن كلام الله مخلوق، كلام الله مخلوق، خلقه في شيء من خلقه، أو في الشجرة، إذ نادى موسى، خلقه في الشجرة، طيب، حينما خلق الكلام في الشجرة ونطقت الشجرة وقالت لموسى: أنا ربك، ما الفرق بين قول الشجرة: أنا ربك، وبين قول فرعون: أنا ربكم الأعلى؟ في فرق؟ ما في فرق، على قول المعتزلة والجهمية الذين يقولون: إن كلام الله مخلوق، إن القرآن مخلوق، وكفروا بسبب ذلك؛ لأن مقتضى ذلك إلغاء الأمر وإلغاء الشرع.
"كلامه سبحانه قديم"، قديم هذه اللفظة تقدمت، وأن القديم لم يرد إطلاقه في النصوص، ولا استعمله السلف لا بالنسبة لما يتعلق بالله -جل وعلا-، ولا ما يتعلق بصفة من أوصافه؛ لأن هذه اللفظة لا تعني الأزل، وإن كل ما تقدم على غيره كالعرجون القديم يمكن أن يوصف بأنه قديم، وذكرنا في أوائل الدروس أن من اشترى بيتًا أو سيارة أو قلمًا أو كتابًا، في العام الماضي في مثل هذه الأيام من العام الماضي، واشترى قلمًا في هذه الأيام، أو كتابًا في هذه الأيام، أو اشترى بيتًا في هذه الأيام، أو سيارة في هذه الأيام، يصح أن يقال: الجديد، للمتأخر يقال له: جديد، والمتقدم يقال له: قديم، فهل يمكن أن يوصف الرب -جل وعلا- لا سيما وأنه لم يرد في النصوص بمثل هذا وهذا مفاده؟ لا يمكن، وهل يرفع هذا المحظور إضافة كلمة أزلي، قديم أزلي، وهي تعني التناهي في القدم، وحينئذ تكون مساوية للأول الذي جاءت به النصوص، ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ﴾ [(٣) سورة الحديد]، يعني الأول الذي ليس قبله شيء، وهذا هو اللائق بالله -جل وعلا-، ما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله ﵊، أما قديم فلم ترد في النصوص ولم يستعملها السلف.
8 / 8