Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
Noocyada
وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (٥٨)﴾ [البقرة: ٥٨]:
القول في هذا الظرفِ «إذ» والجملةِ المضافِ إليها؛ كالقول في نظائرِه فيما تقدَّم من الآيات وفيما يأتي، فالتقديرُ: اذكروا وقتَ قلنا لآبائكم: ﴿ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ﴾، وهي بيتُ المقدسِ (^١)، وهي الأرضُ المقدَّسةُ المذكورةُ في سورة المائدة، وكانت كثيرةَ الخيرات من أنواع الفواكه والثمار، ولهذا قال: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا﴾؛ أي: رزقًا واسعًا هنيئًا (^٢).
﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ﴾: أي باب القرية.
﴿سُجَّدًا﴾: أي رُكَّعًا خضوعًا لله.
﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾: أي مسألتنا حطة؛ المعنى: أن تحطَّ عنا خطايانا.
﴿نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ﴾: وعدٌ لهم بمغفرة ذنوبهم إذا استغفروا الله، وسألوه أن يحطَّ عنهم الخطايا. ﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (٥٨)﴾: بفعل الأعمالِ الصالحةِ الخالصةِ لله الموافقةِ لشرعه، والمحسنين إلى عباده، وهذا وعدٌ بالزيادة على المغفرة يزيدهم أجرًا عظيمًا.
﴿وَإِذْ قُلْنَا﴾ لهم بعد خروجهم من التيه: ﴿اُدْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَة﴾ بيتَ المقدس أو أريحا ﴿فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا﴾ واسعًا لا حَجْر فيه ﴿وَادْخُلُوا الْبَاب﴾ أي: بابها ﴿سُجَّدًا﴾ مُنحنينَ ﴿وَقُولُوا﴾: مسألتنا
(^١) وهو قول قتادة والسدي والربيع بن أنس، واختاره الطبري وابن كثير. ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٧١٢ - ٧١٣)، و«تفسير ابن أبي حاتم» (١/ ١١٦)، و«تفسير ابن كثير» (١/ ٢٧٣).
(^٢) ينظر: «غريب القرآن» لابن قتيبة (ص ٤٦)، و«المفردات» للراغب (ص ٣٥٨).
1 / 134