129

Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Noocyada

فعُلِمَ ممَّا تقدَّم أنَّ الخطابَ في أوَّل هذه الآية: ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ﴾ لبني إسرائيلَ الذرية الموجودين في عهد النبي ﷺ، وهم: اليهود، والخطاب في قوله: ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ لبني إسرائيل الأسلاف الذين أنزلَ عليهم المنَّ والسَّلوى، ويؤيد هذا التفصيلَ أنَّ سورةَ البقرة مدنيةٌ، وكثيرٌ من آياتها الخطابُ فيها لليهود الذين كانوا حولَ المدينة، وأمَّا سورةُ «الأعراف»، و«طه»، و«إبراهيم»، فهي سُورٌ مكيةٌ، وأكثر ما فيها أخبارٌ عن بني إسرائيل في عهد موسى.
وقولُه: (فيه): أي في التيه.
وقولُه: (الترنجبين): نوعٌ من الطلِّ حلوٌ يجدونه على الشجر (^١).
وقولُه: (وقلنا): يفيد أنَّ قوله تعالى: ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾: مقولُ قولٍ مُقدَّرٍ حُذِفَ لدلالة الكلامِ عليه، والجملةُ خبرٌ مُستأنفٌ معطوفٌ على ما قبله من الأفعال: وظللنا، وأنزلنا.
وقولُه: (ولا تدخروا …)، إلى قوله: (فقطع عنهم): هذا من التفسير بالمأثور، وإذا صحَّ أنهم قد نُهوا عن الادِّخار؛ فالادخارُ يكون من الطغيان الذي نُهوا عنه في قوله: ﴿وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ﴾ [طه: ٨١] (^٢).
وقولُه: (بذلك): أي بمخالفتهم أمرَ الله ونهيَه.
وقولُه: (لأنَّ وباله عليهم): يريد أنَّ معصيتهم لله ظلمٌ لأنفسهم؛ لأنَّ شرَّ المعصية واقعٌ عليهم، ولن يضرُّوا اللهَ شيئًا.
* * *

(^١) الترنجبين: طل يقع من السماء وهو ندى شبيه بالعسل جامد متحبب. ينظر: «الجامع لمفردات الأدوية والأغذية» لابن البيطار (١/ ١٨٧).
(^٢) لم نجد خبرًا مسندًا، وذكر بعض المفسرين حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ، نحوه؛ يعني: «لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها»، أخرجه البخاري (٣٣٣٠)، ومسلم (١٤٧٠). ينظر: «التفسير البسيط» (٢/ ٥٥١)، و«تفسير البغوي» (١/ ٩٨)، و«المحرر الوجيز» (١/ ٢٢٠ - ٢٢١).

1 / 133