46

Encyclopedia of Ethics - Al-Kharraz

موسوعة الأخلاق - الخراز

Daabacaha

مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

فالواجب على العاقل أن يحرص على تقوية أرادته، ويؤدب نفسه على الأخلاق الحسنة، ويحملها على العدل، ولا يكن أول الظالمين لها. قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢)﴾ [فاطر: ٣٢]. فالظالم لنفسه هو المقصر في عمله تجاه ربه الذي أحسن إليه، أو نبيه، أو أحدًا ممن يجب عليه بره، والمقتصد هو العامل في أغلب الأوقات، وأما السابق بالخيرات فهو العامل والمعلم لغيره والمجاهد لدينه. فالواجب أن يكون لنفسه من أعدل الناس، فمن عدل مع نفسه، فهو العاقل السابق بالخيرات، ومن دساها فهو الظالم لنفسه. قال الماوردي: "فأَمَّا عدلُهُ في نفسهِ فيكُونُ بحملها على المصالح، وكفَّها عن القبائحِ، ثُمَّ بالوُقُوفِ فِي أَحوالها على أَعدل الأمرين من تجاوُزِ أَو تقصيرِ. فإِنَّ التجاوُزَ فيها جورٌ، والتقصيرَ فيها ظُلمٌ، ومن ظلم نفسهُ فهو لغيره أَظلمُ، ومن جار عليها فهو على غيرهِ أَجوَرُ" (١). ولهذا قال بعض الحُكماء: لا ينبغي للعاقلِ أَن يطْلُبَ طاعة غيره، ونفسهُ مُمتنعةً عليه. ...

(١) "أدب الدنيا والدين" (٢٢٦).

1 / 46