237

Encyclopedia of Ethics - Al-Kharraz

موسوعة الأخلاق - الخراز

Daabacaha

مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

من للرسول ﷺ اليوم؟!
الكتاب العزيز مملوء بدعوة العقلاء إلى الأدب مع النبي ﷺ، فإنه الرحمه، وهو المثل، والهادي البشير، والسراج المنير.
كيف لا؟ وهو ﷺ القدوةُ الكاملةُ، والأسوةُ الحسنةُ لكل من كان يرجو اللهَ واليومَ الآخرَ.
شرح الله صدره، ووضع وزره، ورفع ذكره، وأوجب طاعته، وحرم خيانته.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧)﴾ [الأنفال: ٢٧].
وأقسم الله سبحانه أنه ما قلى رسوله ﷺ كما في سورة الضحى:
﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣)﴾ [الضحى١: ٣].
وما تخلف ركبُ الأمةِ اليومَ إلا يومَ أن تخلفت عن الأدبَ معه ﷺ، وما تجرع إفرادُ الأمةِ مراراتِ البعد عن جمالِ الحياةِ وطيبِ معانيها إلا يومَ أن بعدت نفوسهم عن سيرته الرائعةِ، وعن هديه، فصاروا يركضون وراء كلِّ من أوتَى ظاهرًا من الحياةِ الدنيا، يخلعون عليه لباسَ العظمةِ والبهاء، باسمه وقوله وشخصه زعمًا وزورًا.
فكم من صفيق وجه صفقوا له، وكتبوا عنه الأسفار، وتناقلوا أقواله! وكم من سفيهٍ نصَّبوه إماما يُقتدى به، فأضحى الذي أملوه سرابًا بقيعةٍ وأضغاثَ أحلام!

1 / 237