المبحث الثاني
العلاقة الحَسَنَة بين عَائِشَة وفاطمة ﵄
إِنَّ علاقة عَائِشَة بفاطمة ﵄ هي علاقة ود وحب ووئام واحترام وتقدير، ولم يَثْبت في الأحاديث الصحيحة أن واحدة منهما قد حملت شيئًا من البغض أو الكراهية تجاه الأخرى، بل أجمع أصحاب السير ورواة الأحاديث على أن الصلة بين عَائِشَة وفاطمة ﵄ كانت على أحسن ألفة، وأكمل مودة، كأسمى ما يكون من العلاقات بين الأحباء، وقد ورد في أخبار التاريخ ما يؤكد ارتباط نسيج المحبة بينهما.
وهناك آثار كثيرة تُبيّن العلاقة الحسنة بين عائشة وفاطمة ﵄، ومن ذلك:
ما رواه عمرو بن دينار (١) قال: قالت عَائِشَة ﵂: «مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْ فَاطِمَةَ غَيْرَ أَبِيهَا»، وفي رواية: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَصَدَقَ مِنْ فَاطِمَةَ غَيْرَ أَبِيهَا» (٢).