وعادَ إلى المِنْبَر، ثُمَّ أَقْبَلَ على النَّاسِ فَقَال: «خَيّرتُهُ كما سمعتم، فاختارَ أن أغرسَهُ في الجنَّة؛ اختارَ دارَ البقاء على دار الفناء» (^١).
١٥٩ - وقالت عائشة ﵂ «لما قالَ لَهُ النَّبيُّ ﷺ ذلك غارَ الجذعُ فذهَب».
وقالَ ابنُ أبي الزناد (^٢): لَمْ يَزَلْ الجذعُ على حالِهِ زمانَ رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر ﵄، فلَمَّا هَدَمَ عثمانُ ﵁ المسجد اختُلِفَ في الجذع، فمنهم [مَنْ قَالَ: أخذَهُ أُبَيْ بنُ كعب، وكان عنده حتى أَكَلَتْهُ الأَرضة] (^٣)، ومنهم من قال: دُفِنَ فِي مَوْضِعِهِ، وكان الجِذعُ في موضِعِ الأسطوانة المخلَّقَةِ التي عن [٣١/أ] يمين محرابَ النبي الله ﷺ عند الصندوق» (^٤).
* * *
(^١) تخريج الحديث رقم (١٥٨):
أخرجه الدارمي في سننه عجز الحديث ٣٢، ١/ ٢٣.
وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري ٦/ ٦٠٣، وعزاه للدارمي، وسكت عليه.
وفاء الوفا للسمهودي ٢/ ٣٨٩.
(^٢) ابن أبي الزناد؛ عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني، صدوق، تغير حفظه لما قدم بغداد، وكان فقيهًا، مات سنة ١٧٤ هـ. تقريب التهذيب، برقم (٣٨٦١).
(^٣) ما بين المعكوفتين سقط من (ب).
(^٤) تخريج الحديث رقم (١٥٩):
المعجم الأوسط للطبراني، ح رقم ٢٢٧١، ٣/ ٣٤ - ٣٥، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة.
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ٢/ ١٨٢، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه صالح بن حيان، وهو ضعيف.
وفاء الوفا للسمهودي ٢/ ٣٩٣ - ٣٩٤.