٤ - رحلاته العلمية:
لا تتوفر المعلومات الكاملة عن نطاق سماع ابن النجار خلال رحلاته، وتاريخ هذه الرحلات، إلا أننا نذكر ما توافر لنا من سماعه في بعض هذه الرحلات:
رحلته إلى الحجاز:
لقد حج ابن النجار حجته الأولى وهو صغير مع أخيه وأمه وعمره تسع سنوات، وذلك عام ٥٨٧ هـ كما تقدم.
وحج حجته الثانية في سنة ست وست مئة، وأقام في مكة والمدينة سنة سبع وست مئة، وسمع من إمام الحنابلة بالحرم الشريف نصر بن محمد بن علي، المعروف بالحصري (^١).
ويقول ابن النجار: كنت سمعت منه شيئًا يسيرًا في بغداد، وقرأت عليه كثيرًا أثناء إقامتي بمكة المكرمة، واستفدت منه كثيرًا، وسألته سؤالات، وكان من العلم والدين بمكان (^٢).
ويقول: لما دخلت مدينة النبي ﷺ، وأسعدت بزيارته، أقمت بها، فاجتمعت بجماعة من أهل الصلاح والعلم والفضل من المجاورين بها - وفقهم الله وإيانا لمرضاته -، فسألوني عن فضائل المدينة وأخبارها، فأخبرتهم بما تعلق في خاطري من ذلك، فسألوني إثباته في أوراق، فاعتذرت إليهم بأن الحفظ قد يزيد وينقص،
_________
(^١) ولد في رمضان سنة ست وثلاثين وخمس مئة، وتوفي باليمن في بلدة المهجم سنة تسع عشرة وست مئة، وكان من حفاظ الحديث العارفين بفنونه، متقنًا، ضابطًا، ثقة، حجة، نبيلًا. ذيل تاريخ بغداد ٢١/ ١٨٢، ترجمة ١٨٧.
(^٢) سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٦٣، ترجمة ١١١، العقد الثمين للفاسي ٧/ ٣٣٢، ترجمة ٢٥٩٠.
1 / 18