200

المهاجر مولى بني نوفل يقول: سمعت أبا رافع يقول: سمعت أبا طالب بن عبد المطلب يقول: حدثني محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) أن ربه بعثه بصلة الأرحام، وأن يعبد الله وحده ولا يعبد معه غيره، ومحمد عندي الصدوق الأمين (1).

ولما رجع من مهاجرة الحبشة إلى مكة من رجع بعد نزول سورة «والنجم» عدا كل قوم من مشركة قريش على مسلمتهم بالعداوة والظلم أو يتركون دينهم، فلجأ أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي وامه برة بنت عبد المطلب إلى خاله أبي طالب، فمنعه عن بني مخزوم، فقال بنو مخزوم لأبي طالب: هل منعت محمدا ابن أخيك فمالك ولابن أخينا تحيزه علينا؟

فقال أبو طالب: سواء علي أحزت ابن أخي أو ابن اختي.

فغضب أبو لهب وقال: يا معشر قريش لقد أكثرتم على هذا الشيخ، ما تزالون توثبون عليه في جواره وذمته من بين قومه، لتنتهن عنه أو لأقومن معه في كل ما قام به حتى يبلغ مراده.

فقالوا: بل ننصرف عما تكره يا أبا عتبة. وكان من قبل آليا على الإسلام وأهله، فطمع أبو طالب عند ذلك في نصرة أبي لهب ورجا أن يقوم في شأن النبي (صلى الله عليه وآله) (2)، فبقي على ذلك أياما، وقال أبو طالب يمدح أبا لهب:

عجبت لحلم [الله] يا ابن شيبة عازب

وأحلام أقوام لديك سخاف

يقولون شايع من أراد محمدا

بسوء وقم في أمره بخلاف

فلا تركبن الدهر منه زمامه

وأنت امرؤ من خير عبد مناف

ولا تتركنه ما حببت لمعظم

وكن رجلا ذا نجدة وعفاف

تذود العدى عن ذروة هاشمية

وإيلافهم في الناس خير إلاف

وراجم جميع الناس عنه وكن له

وزيرا على الأعداء غير محاف

فان له قربى لديك قريبة

وليس بذي حلف ولا بمضاف

Bogga 205