Durr Nazim
الدر النظيم
ولو لا أبا طالب وابنه
لما مثل الدين شخصا وقاما
فذاك بمكة آوى وحاما
وهذا بيثرب سام الحساما
تكفل عبد مناف بأمر
وأودى فكان علي تماما
فقل في ثبير مضى بعد ما
قضى ما قضاه وأبقى شماما
فلله ذا فاتحا للهدى
ولله ذا للمعالي ختاما
وما ضر مجد أبي طالب
جهول لغا أو بصير تعامى
كما لا يضر أناي النهار
من ظن ضوء الصباح الظلاما
ولما بعث الله رسوله (عليه السلام) على رأس أربعين سنة من مولده وعمه أبو طالب يومئذ ابن بضع وسبعين سنة عادته [قريش] وصدته عن إبلاغ الرسالة، فعضده الله بعمه أبي طالب، وأيده بنصره ، وحماه بعشيرته، ورمى فيه العرب عن قوس واحدة، ورشقهم بالبواقر (1) ونابذ فيه الأباعد والقرابين حتى اخوته الأدنين، فكاد من كاده، وصافا من صافاه، وواساه بنفسه وولده وماله.
وحدث عن حفص بن عائشة التيمي قال: حدثني أبي قال مر أبو طالب ومعه ابنه جعفر على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يصلي وعلي (عليه السلام) يصلي عن يمينه، فقال أبو طالب لجعفر: صل مع ابن عمك، فتأخر علي وقام معهما جعفر، فتقدمهما رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكانت أقل جماعة صلت في الإسلام. وأنشأ أبو طالب يقول:
إن عليا وجعفرا ثقتي
عند ملم الزمان والكرب
أجعلهما عرضة العدى فإذا
راميت أو أنتمي الى نسب
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما
أخي ابن امي من بينهم وأبي
والله لا أخذل النبي ولا
يخذله من بني ذو حسب (2)
وحدث أبو إسحاق بن عيسى بن علي الهاشمي، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت
Bogga 204