القاضي جلال الدين ثم عاد إلى دمشق واشتهرت فضائله ولازم الحافظ الذهبي وسمع عليه كثيرا من تصانيفه وسمع منه الحافظ الذهبي وغيره الأربعين المتابينات عن الإمام العز ابن جماعة تخريج محمد بن علي بن أيبك السروجي ثم تحول إلى القاهرة بعد سنة إحدى وأربعين فسكنها إلى أن مات وتولى بها عدة مدارس في الفقه والقراءات وتفرد بها بعلو الإسناد وجملة من مسموعاته وحدث بها بالكثير سمع منه الأئمة الحفاظ وممن أخذ عنه شيخنا أبو إسحاق الحافظ قرأ عليه الحديث المسلسل بالأولية ومعجم الإسماعيلي وشيخه ابن فضل الله وكان قد تعثر في أواخر عمره إلى أن خرج له الإمام الأستاذ الحافظ العلامة شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني العالم تشريف الأحاديث العشاريات ففرح بها وانبسطفي التحديث ثم خرج له معجما يشتمل على شيوخه بالسماع والإجازة عن نحو ستمائة شيخ في أربعة وعشرين جزءا ولازمه كثيرا ووصل عليه بالإجازة شيئا كثيرا وكان حسن المحاضرة مع السن الكبير قوي الفهم جيد الذهن كثير الاستحضار وكف بصره وثقل لسانه لمرض عرض له ومع ذلك فكان ذهنه صحيحا واستحضاره جيدا ولسانه لا يفتر عن ذكر الله تعالى وكان صابرا على الأذى سليم الباطن وكان الحافظ زين الدين العراقي يجله ويعظمه ويمتنع من التحديث بما هو من عواليه بل يحيل عليه في ذلك وسئل مرة بأن يسمع عليه مسند الدارمي فقال أما والشيخ برهان الدين حي فلا وحكى له قول ابن معين المشهور
Bogga 101