ومنها مسجد غوث داخل باب العراق وفيه قطعة من عمود وفيه كتابة في الحجر يزعمون أن عليا رضي الله عنه كتبها بسنان رمحه حين ورد إلى صفين ويقولون إن هذا الحجر نقل من الرقة إلى حلب قال علي بن أبي بكر الهروي فيما ذكره من الزيارات بحلب وبها داخل باب العراق مسجد غوث به حجر عليه كتابة ذكروا أنها خط علي بن أبي طالب رضي الله عنه وله حكاية وقيل إن غوثا هذا منسوب إلى غوث بن سليمان بن زياد قاضي مصر وكان قدم مع صالح بن علي بن عبد الله بن العباس إلى حلب ومنها مسجد النور وهو بالقرب من باب قنسرين في برج من أسوار حلب فيما بين برج الغنم وباب قنسرين رؤي النور ينزل عليه مرارا وكان ابن أبي نمير العابد يتعبدفيه فاتفق أن ملك الروم نزل على حلب فحاصرها فجاء الحلبيون إلى ابن أبي نمير العابد فقالوا ادع الله لنا أيها الشيخ قال فسجد على ترس كان عنده ودعا الله تعالى وسأله دفع العدو عن حلب فرأى ملك الروم في منامه تلك الليلة قائلا يقول له ارحل عن هذه البلاد وإلا هلكت أتنزل عليها وفيها الساجد على الترس في ذلك البرج وأشار إلى البرج الذي فيه مشهد النور فانتبه ملك الروم وذكر المنام لأصحابه وصالح أهل حلب وقال لا أرحل حتى تعلموني من كان الساجد على الترس في ذلك البرج فكشفوا عنه فوجدوه ابن أبي نمير ورحل ملك الروم عن حلب وهذا ابن أبي نمير اسمه عبد الرزاق بن عبد السلام بن عبد الواحد أبو عبد الله ابن أبي نمير الأسدي القطبي الحنفي الزاهد العابد سمع بحلب أبا بكر محمد بن الحسين السيفي وغيره وسمع منه أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن الحلي الحلبي وغيره وكان من أولياء الله المشهورين بالكرامات توفي بحلب في سنة خمس عشرة وأربعمائة هذا مكتوب على لوح قبره وقبره خارج باب قنسرين في تربة بني أمين الدولة قديما تحت قلعة الشريف بالقرب من الخندق وينذر له النذور إلى يومنا هذا ويقال إن قبره لا يواظبه إنسان سبع جمع ويدعو عنده إلا ويستجاب له ويقال إن قبره يسمى سم ساعة لسرعة الإجابة تفمده الله تعالى برحمته وكان منها من جهة الشمال إلى جانب سور باب قنسرين قبر مشرق بن عبد الله العابد الحنفي وكان فقيها حنفيا منقطعا في المسجد الجامع وكان قبره يزار ويتبرك به فلما حفر الملك الظاهر خنادق حلب ورفع التراب عن المقابر حول قبر مشرق العابد من موضعه ونقل إلى سفح جبل جوشن ولوح قبره الأول عليه وفي مسجد الجامع في شمالي الشرقية موضع متعبد مشرق العابد المذكور قال ابن الخشاب كان الخطيب أبو الفضل بن عبد الواحد بن هاشم يصلي بجامع حلب في الشرقية فيتعمد الصلاة في هذا الموضع المذكور وقيل كان الشيخ مشرق يصلي فيه وإنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يصلي فيه يعني في ذلك المكان
Bogga 78