لانخفاض الأرض في ذلك الموضع ثم تمر إلى أن تصل إلى قرية بابلا وهي ظاهرة في مواضع ثم تمر في جباب قد حفرت لها إلى أن تنتهي إلى باب القناة وتظهر في ذلك المكان ثم تمر تحت الأرض وتنقسم في طرق متعددة إلى البلد وقد كانت هذه القناة قد سد طريقها لطول المدة ونقص منابع عيونها فنظفها الملك الظاهر غازي وحرر طريقها إلى البلد وكلسه وسد مخارج الماء فيه فكثر ماؤها وقويت عيونها وجدد القنوات في حلب والقساطل وأجرى الماء فيها حتى عمت أكثر دور البلد واتخذ البرك في الدور ووصل ماء القناة في أيامه إلى مواضع من البلد لم يسمع بوصوله إليها حتى إنها سيقت إلى الحاضر السليماني ووقف عليها أوقافا لعمارتها وإصلاحها لكن هذا الوقف اليوم لا يعرف وسيق الماء منها في زمننا إلى خارج باب المقام إلى الغرب من المدرسة الجمالية ثم انقطع بعد الفتنة التمرية أو قبلها بقليل وماء حلب أطيب مياه الشام بعد الفرات وأخفها وكذلك تربتها وهواؤها وهي موصوفة بذلك مشهورة به وهي موجبة للصحة والاعتد ال ووقع طاعون بالشام ووباء فأراد الوليد أن يخرج إلى حلب فيقيم بها فقال له رجل يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول قل لن ينفعكم الفرار إن فرزتم من المؤ أو القتل واذا لا تمتعون إلا قليلا فقال له الوليد فذلك القليل أريد
Bogga 70