205

Luulka la doortay ee taariikhda Aleppo lagu daray

الدر المنتخب في تكملة تأريخ حلب

Noocyada

أبن الأثير الحلبي تاج الدين أبو العباس بن شرف الدين أبي الفضل كاتب الإنشاء ثم صاحب ديوان الإنشاء ذكره الإمام أبو الثناء محمود بن سلمان في تاريخه فقال فيه إمام عصره وأوحد دهره في كتابة الإنشاء لم يدرك شأوه فيها ولا شق غباره في إتقانها كلامه كله در منقح محرر سهل ممتع حلو الألفاظ شريف المعاني جميل العرض حسن الانسجام ثابت على النقد متناسب المقاصد ملوكي الطريقة مجيد في سائر الفنون وله أيضا نظم رائق قال الشهاب محمود وكان مع ذلك كثير الحفظ قل أن يجارى في مذاكرة أو يبارى في محاضرة بت في خدمته الليالي في الأسفار فرأيته في كل فن تستدعيه المذاكرة كالبحر مع الإتقان وصحة النقل وإبانة ما تصحف على الرواة وكان رحمه الله تعالى فريد زمانه في المروة ومكارم الأخلاق والفتوة والأريحية والعصبية وكبر النفس والنزاهة والمكارم كتب الإنشاء في الدولة الناصرية الصلاحية وكان من المتقدمين عند السلطان الملك الناصر ثم في الدولة الظاهرية بالشام مدة لطيفة ثم استدعي إلى مصر واستمر إلى هذه السنة يعني سنة إحدى وتسعين معظما عند الملوك ونوابهم وحين توفي القاضي فتح الدين محمد ابن عبد الظاهر رحمه الله جعله الملك الأشرف صاحب ديوان الإنشاء مكانه فأقام أياما لطيفة ومرض في طريق الديار المصرية وتوفي بغزة وأورد المولى العلامة شهاب أبو الثناء محمود في تاريخه في فتح طرابلس سنة ثمان وثمانين وستمائة كتابا عن السلطان الملك المنصور قلاوون إلى صاحب اليمن يبشره بفتح طرابلس من إنشاء المولى القاضي تاج الدين أحمد ابن الأثير مضمونه أعز الله أنصار المقام العالي السلطاني الملكي المظفري الشمسي ولا زالت أولياؤه في نصرة الإسلام مشمرة الذيل ملحقة الخيل بالخيل مقبلة على الجهاد إقبال السيل مائلة إلى جهة النصر كل الميل عاقدة بسنابك جيادها سماء نجومها الأسنة وعجاجها الليل تنشد الإسلام ضواله الشوارد وتخلي من أعدائه المعاقل وتحل منهم المعاقد وتجلو عليهم مواقف الحرب مستعرة المواقد وتبعث إليهم من الرعب خيلا في المراقب وخبالا في المراقد إلى أن يبلغ أقاصي المراد وتملك نواصي العباد وتفترع صياصي البلاد وتطيع من الأرض عواصي التلاع والوهاد والتهاني من عادتها أن تستدعي سرور القلوب وتستخرج من الحمد خبايا الألسنة إذ استخرج سواها خبايا الجيوب وتسري من النفوس مسرى الأرواح في الأجسام وتقبل على الآمال إقبال النور على الظلام لا سيما تهنئة لت على إدالة الحق على الباطل وأعادت الحلي إلى العاطل وتقاصت الديون المنسية وأذكرت الإسلام وقائعه الأمسية وأخذت ثأره ممن أخفر له الذمم واستقادت ممن في خديه صعر أو في أنفه شمم فإذا كانت بهذا الوصف كانت في المدح أبرع وإلى القلوب أسرع ولمرعى القبول أمرع ترتاح إليها الأسماع والأبصار وتود كل خارجة لو كانت فيها من المهاجرين والأنصار ومن حقها أن ترفع لها الحجب وترفل بها المحامد إرفال النجب وتستدعى المؤيد من لطف الله بدينه الذي ارتضاه وتحمده على الإعانة لسيفه الذي جرده لنصرته وانتضاه وهذه الخدمة تقصر من أنباء البشرى كل ما يسري ويسر وتمري أخلاف النصر وتمر وتظهر منه عناية الله بهذه الأمة التي خصها منه بالمقة وخص عدوها بالمقت وأن حقوقها لا تضاع وإن اغتصبت في وقت وهو الهناء بما تسنى من فتح طرابلس الشام وانتقالها بعد الكفر إلى الإسلام وهو فتح طال عهد الإسلام بمثله وقد فت في عضد الشرك وأهله لم يجل أمره في خلد ولا فكر ولا ترقت إليه همة عوان من الأيام ولا بكر طريدة دهر ساقتها العزائم وضالة أمل ما نشدتها الأماني إلا عادت عنها وقد جرت ذيول الهزائم مرت عليها الأيام والليالي وعجز عنها من كان العصر الخوالي لم تزل الملوك تتحاماها وإذا أخطرتها الظنون في بال تخشى أن تحل حماها وكنا لما أفضى الله إلينا بأمور الملك وأنقذ بنا من الهلك عاهدناه أن نغزو أعداءه برا وبحرا ونوسع من يعذبه قتلا وأسرا ونجعل شعائر الجهاد منصوبة ونسترجع حقوق الاإسلام المغصوبة ونورد المشركين موارد الحرب المفضية بهم إلى الحرب ونجليهم عن البلاد كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجلاء طوائف المشركين عن جزيرة العرب فلما أمكنت الفرصة وأخذنا في أمرهم بالعزيمة دون الرخصة جئناهم مثل السيل إذا طمى والسحاب إذا همى والبحر وأمواجه والبر وثجاجه والليل ونجومه والليث وهجومه فزلزلنا أقدامهم وأزلنا إقدامهم وأذقناهم بأسنا مرة ومرة

Bogga 263