وجه الاستدلال بهذا الحديث على فضل حلب قوله عليه الصلاة والسلام - تنزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض ذكر بحرف الفاء وهي للتعقيب والمدينة المذكورة التي يخرج منها الجيش هي حلب لأنها أقرب المدن إلى دابق وفي تلك الناحية إنما يطلق اسم المدينة على حلب كما في قوله تعالى وجاء من أقصى المدينة حيث انصرف الإطلاق إلى المدينة التي يفهم إرادتها عند الانطلاق وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنهم من خيار أهل الأرض وحلب هي من الأرض المقدسة فقد روي عن معاذ رضي الله عنه قال الأرض المقدسة ما بين العريش إلى الفرات
وأما خواصها فمنها
سورها القديم المنيع الذي يضرب به المثل في الحصانة وكان ثلاثة أسوار وكان مبنيا بالحجارة من بناء الروم ولما دخل كسرى أنوشروان إلى حلب واستولى عليها فنقب سورها عند الحصار ثم رم ما تهدم منه فبنى بالآجر الفارسي الكبار في الأسوار التي بين باب الجنان وباب النصر فلا شيء قديما إلا لمن كان من السورين وفي أسوار حلب أبرجة عديدة جددها ملوك الإسلام بعد الفتوح وبنى نودر الدين محمود بن زنكي رحمه الله تعالى فصيلا على مواضع من الباب الصغير
Bogga 58