Duruur Al-cuquud Al-fariidada Ee Tarjumaadka Dadka Aan Muhiimka Ahayn
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Noocyada
============================================================
فأثبتا المحضر المكتتب على الملك الناصر بالعظائم الشنيعة التي نسبت إليه، ثم عزل الخليفة الباعوني وأعاد الجلال ابن البلقيني في سادس عشري صفر، فلزم داره حتى مات في رابع المحرم سنة ست عشرة وثماني مثة.
.. وكان رجلا طوالا مهابا، عليه خفر، وله منطق فصيخ، وعبارة عذبة، وقدرة على سرعة النظم وارتجال الخطب، مع جميل المحاضرة وحسن المذاكرة، وكثرة الفوائد، وسرعة البكاء خشية وخشوغا عندما يذاكر بالمواعظ، مع العفة عن التدئس بشيء من الفواحش، والصيانة من تناؤل مال الأوقاف بغير حق، وأخذ البراطيل، إلا أنه شديد الإعجاب بنفسه، وثابت في أمره، لا يتزخزح عما يقوم فيه، ولا يقبل في ولايته رسالة أمير ولا كبير، ولا يحابي في أحكامه أحدا، فكثر لذلك حساده وعداه، وكثرت شناعاتهم عليه بما ليس فيه؛ فلقد صحبني بدمشق، وقل يوم لا يأتيني فيه، وكثر اجتماعنا، فلم أر فيه ما أنكره عليه سوى طلبه الوظائف وسعيه فيها، مع أنه صاحب عيال، وليس له مال. وكنت أريد منه أن يتخلى عن السعي ليكون قوله وفعله متوافقين، فإيه كان يتكلم في اكثر مجالسه بكلام الرهاد، ويخالف ذلك بسعيه إلى أبواب الأمراء وأعيان الدولة وذوي الجاهات، ويطلب الوظائف، وأي الرجال المهذب"1) وبالجملة فلقد كان، والله أعلم، خيرا ممن يتكلم فيه؛ فلقد خبرت القوم وعرفتهم.
أخبرني رحمه الله، قال: أخبرني العارف المعمر جمال الدين يوسف الإمام الصفدي، قال: كان سيدي محمد الخالدي كثير القبض، لا يرى منبسطا، فبينا هو ذات يوم في الخلوة، وقد استحكم عليه القبض اذ سمع قائلا من جانب الخلوة يسمع صوته ولا يرى شخصه يقول: اذن مني ولا تخافن هخري ليس يخشى الخليل هجر الخليل (1) تضمين لقول النابغة الذبياني من قصيدته التي يخاطب بها النعمان (ديوانه .(5
Bogga 305