148

وكان عليه السلام في أوان بلوغه وهو غلام حدث يدخل السوق بالمدينة وقد امتاروا من موضع فيقول: ما طعامكم هذا؟ فيقال: الحنطة فيدخل يده في الوعاء فيأخذ منها في كفه ويطحنه بيده، ويقول: هذا دقيق ليريهم شدة قوته.

فأما علمه فهو أظهر من أن يوصف، وحكي عن ولده محمد بن يحيى أن يحيى بن الحسين بلغ درجة الاجتهاد وله سبع عشرة سنة، ووجدت في بعض كتب الحسن بن علي بن محمد بن أبي النجم رحمه الله وغيره من السلف كلاما يقول فيه: لا أعلم أبلغ من الهادي إلى الحق عليه السلام في براعته وعلمه وعمله واجتهاده وحسن نظره، وسيرته، وما كان يأخذ به نفسه وأصحابه من التحفظ والورع والاجتهاد.

ولست أشرح شيئا، وهو أنور من الشمس، وأبعد من الشبهة واللبس، وإنما تبين لنا ذلك منه لطول المدة التي أقامها.

أقام في وطننا هذا إلى أن توفي عليه السلام ست عشرة سنة، فشهر دعوته، ونشر رايته، وأنفذ حكمه فجزاه الله عنا خيرا.

Bogga 177