وأما قضاء الأمر فهو كقوله عز وجل: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلآ إياه} (¬1) أي: أمر ربك، وهي في قراءة عبد الله (¬2) : «وأوصى ربك». وقال الفراء (¬3) : قال ابن عباس: هي «ووصى ربك»، التصقت واوها بالصاد فصارت قافا. قال: والعرب تقول: تركته يقضي بين الناس أي: يأمر فينفذ أمره.
وأما قضاء الخبر فهو قوله تعالى: {وقضينآ إلى بني إسرائيل في الكتاب} (¬4) أي: أخبرناهم وأعلمناهم.
ومن ذلك قضاء الله وقدره، أي: قد أتقن الأشياء وأحكمها وأبرمها وفرغ منها. وإنما سمي القاضي قاضيا لهذا المعنى، يقال: قضى بين الخصمين أي: فصل بينهما وفرغ، ومنه قيل للميت: قد قضى، أي: فرغ من الدنيا وفصل منها. وقيل للموت: قضاء، لأنه إمضاء وفرغ. وقال الحارث بن حلزة (¬5) :
وثمانون من تميم ... بأيدي ... هم رماح صدورهن ... القضاء (¬6)
يعني الموت، يقول: في أسنتهن الموت.
Bogga 243