فإن قال قائل: ما معنى العدل؟ قيل له: أما في اللغة فهو الحكم بالعدل والحق، تقول: هو يعدل في حكمه. وأما قول الفقهاء فهو فعل ما له أن يفعله في الحكمة، وإعطاء المستحق ما يجب له.
والجور [ضد] العدل، وهو منع المستحق ما يجب له، فلما نفينا عنه تعالى الأضداد وصفناه عادلا.
باب في القضاء والقدر
[القضاء لغة]
القضاء في اللغة على أربعة وجوه: قضاء خلق، وقضاء حكم، وقضاء أمر، وقضاء إخبار وإعلام.
فأما قضاء الخلق فهو كقوله تعالى عز وجل: {فقضاهن سبع سماوات } (¬1) أي: خلقهن. ويقال: قضيت الأمر: فرغت منه وأحكمته، وكل /103/ شيء أحكمته فقد قضيته، وقال أبو ذؤيب (¬2) :
وعليهما مسرودتان (¬3) ... قضاهما ... داود أو صنع (¬4) السوابغ ... تبع (¬5)
قضاهما أي: صنعهما وأحكمهما.
وأما قضاء الحكم فهو كقوله تعالى: {إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة} (¬6) أي: يحكم بينهم.
Bogga 242