46

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

Daabacaha

الدار القومية للطباعة والنشر

Goobta Daabacaadda

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Noocyada

فهُنّ كعِقْبان "الشُّرَيفِ" (١) جَوانحٌ ... وهم فوقَها مُسْتَلْئِمُو حَلَقِ الجَدْلِ قوله: "فهنّ"، يعني الخيلَ كعِقْبان الشُّرَيْف. جَوانحٌ: قد أَكببن في السير. والجنُوحُ: دنوّ الصدر من الأرض، ومنه يقال: "جنَحت السفينةُ"، إذا لزمت الأرضَ. قوله: وهم فَوْقَها، أي فوق الخيل. والجَدْل: المجدولة (٢) من الدروع. مَنايَا يُقَرِّبْن الحُتوفَ لأهلِها ... جِهارا ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجَبلِ (٣) قوله: "يَستَمْتِعْن"، يعني المنايا، فإنّ الناس يصيرون لها مُتْعةً تأكلهم. والجَبْل: الكثير. ومُفْرِهةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لرِجْلِها ... فخرَّتْ كما تتَّابَعُ الرِّيحُ بالقَفلِ (٤) قوله: "ومُفْرِهةٍ"، يعني ناقةً تأتي بأولادها فَوارِهَ. وعَنْسٍ: شديدةٍ. قدَرْتُ لرِجْلها، أي هَيّأتُ وضَرَبتُ رِجلَها فخرّت لمّا عَرْقَبتُها. "كما تتّابَعُ الرِّيحُ بالقَفْل".

(١) الشريف: ماء لبني نمير تنسب إليه العقبان. وقيل: إنه سرة بنجد. شبه الخيل بعقبان هذا المكان في سرعتها. وفي اللسان مادة (جدل): "كعقبان الشريج" ولم نجد في المواضع التي تسمي الشريج موضعا تنسب إليه العقبان. (٢) في شرح السكري أن الجدلاء من الدروع تكون إذا استدار حلقها ولم يكن أفطح. (٣) في رواية: "قديما" مكان قوله: "جهارا". والأنس بالتحريك: أهل المحلّ، قاله في اللسان مستشهدا بهذا البيت، كما أورده في مادة "جبل" أيضا ضابطا الجبل بكسر فسكون وبضم الجيم أيضا ضبطا بالعبارة. (٤) يشير بهذا البيت والذى بعده إلي كرمه، وأنه يعرقب ما عز عليه وكرم عنده من النياق ذوات الأولاد الفواره. فيذهب بها سيفه كما تذهب الريح بيبيس النبت. وروى: "لساقها" مكان قوله: "لرجلها". وروى: "تتايع" بالياء المثناة مكان الباء الموحدة، أي مثلما تذهب بيبيس الشجر وتمضي به. قاله الأخفش.

1 / 38